الأحد - 14 أبريل 2024 - الساعة 08:42 م
بداية الفيلم، وبعد أن اشتد الخناق على الاحتلال الإسرائيلي، وباتت جرائمه التي يرتكبها في فلسطين عامة، وغزة خاصة، هي حديث الساعة، وحديث كافة وسائل الإعلام، إلى جانب الضغط العربي، والإقليمي، والدولي على إسرائيل، وللتخفيف الضغط، حركت إيران أحد أذرعها، وتحديدًا حركت ميليشيا الحوثي الإرهابية الإيرانية، وأمرتها بتنفيذ هجمات بحرية في البحر الأحمر، وخليج العاصمة الجنوبية عدن، وفعلًا تحقق المراد الإيراني الإسرائيلي، وحرف الأنظار عما يحدث من مجازر فظيعة في غزة، لا سيما عندما تدخلت الأم الكبرى لإيران وإسرائيل (الولايات المتحدة الأمريكية)، وشكلت تحالفًا دوليًا (وهميًا)، لضرب الحوثي، غير أن ذلك التحالف لم يشكل أي تهديد حقيقي على الحوثي، بل زاد انتشار اخباره إعلاميًا فقط، ورغم تلك البداية الوهمية للفيلم الإيراني الإسرائيلي، برعاية أمريكية، إلا أنهُ لم يصمد طويلًا، وانتهى مفعوله المخدر على كافة أبناء الشعب العربي، خصوصًا عندما اتضح بأن هناك سفن إسرائيلية تمر مرور الكرام عبر البحر الأحمر، وبالتحديد، من أمام ميناء محافظة الحديدة اليمنية، التي تسيطر ميليشيا إيران الحوثية على أجزاء واسعة منها، بالإضافة إلى ذلك، وعندما فُهمت اللعبة، وأن الهدف إخضاع جمهورية مصر العربية، من خلال توقف قناة السويس، التي تشكل عائداتها نسبة كبيرة من الاقتصاد المصري.
بعد هذه البداية المفضوحة للفيلم الإيراني الإسرائيلي، برعاية أمريكية، لجأت الأطراف الثلاثة إلى بداية أخرى للفيلم، وقامت إسرائيل بقصف قنصلية إيران في دمشق السورية، وعلى آثرها، قامت إيران، وعبر وسائل الإعلام، بإبلاغ الجميع، ومنهم إسرائيل بأنها ستُطلق صواريخ على إسرائيل، وحددت الأهداف والوقت، وربما نوعية الصواريخ، فعلًا اطلقت إيران أكثر من (200) صاروخ، غير أن جميع تلك الصواريخ الإيرانية لم تستهدف، أو تشكل أي خطرًا على إسرائيل، بل العكس، تضررت عدد من المناطق الفلسطينية، والعربية كالأردن، وسورية، ولبنان.. ولو قارنا ذلك العدد الكبير من الصواريخ الإيرانية الوهمية، مع عدد الصواريخ التي اطلقها الزعيم العراقي صدام حسين (رحمه الله)، على إسرائيل، والتي تصل إلى (49 أو 50) صاروخًا، لتبينت اللعبة الإيرانية الإسرائيلية المكشوفة.
وعلى إثر كل ما سبق، نجحت إيران في تحويل معادلة التوجه الدولي الذي كان إلى قبل أيام، يؤكد، ويضغط على الجانب الإسرائيلي بضرورة إيقاف الحرب في غزة، وفلسطين، وهناك دول عدة أعلنت تأييد قيام دولة فلسطينية مستقلة، أما الأن، وبعد الهجمات الوهمية الإيرانية، بات العالم يُعلن تضامنه الكبير مع إسرائيل، ويقف إلى جانبه، وربما يؤيد العالم إسرائيل في أي هجوم، أو اجتياح قادم في غزة، أو باقي المناطق، والمحافظات الفلسطينية.
أخيرًا.. لا اعتقد أننا سنجد أي فائدة استفادت منها فلسطين من خلال الهجوم الحوثي في البحر الأحمر، والهجوم الإيراني على إسرائيل.. وتستمر اللعبة الإيرانية الإسرائيلية التي ترعاها أمريكا.
14 أبريل/ نيسان 2024م.