رئاسة الانتقالي تعقد اجتماعها الدوري.. افنوجرافيك

الرئيس الزبيدي يلتقي الدكتور يفغيني كوديف القائم باعمال سفير روسيا.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض.. أنفوجرافيك



كتابات وآراء


الخميس - 10 أكتوبر 2024 - الساعة 02:40 م

كُتب بواسطة : حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب



تستعد مدينة سيئون، هذه البقعة العطرة من حضرموت، لاستقبال حدث تاريخي يؤرخ لصمود وهوية شعب الجنوب، حيث تتجه الأنظار إلى الساحة التي ستحتضن مليونية الهوية الجنوبية، بالتزامن مع احتفالات شعبنا الأبي بالذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، ضد الاستعمار البريطاني البغيض التي واصلت زخمها على مدى اربع سنوات حتى تحققت أحلام الاستقلال في 30 نوفمبر 1967.
ان هذه المليونية ليست مجرد تجمع حاشد لابناء الشعب الجنوبي في حضرموت، بل هي تجسيد حي لتاريخ طويل من النضال الذي قاده ابناء هذه المحافظة الجنوبية الباسلة، منذ زمن بعيد، حيث قدموا قوافل من الشهداء على طريق الحرية والانعتاق وكافحوا في سبيل قضيتهم الوطنية بشجاعة وإصرار، مبرهنين على أنهم دوما في الصفوف الأمامية لمواجهة أي احتلال يسعى للنيل من هويتهم الجنوبية الاصيلة ، إنها لحظة تشهد على الولاء العميق للجنوب، حيث يلتقي الحاضر بالماضي، في رسالة واضحة تعلن أن حضرموت لن تغيب عن المشهد الجنوبي ولن تنسلخ عن هويتة الموحدة، بل ستظل دائمًا جزءًا أساسيًا من تاريخه الوطني الحافل، ومظهرًا من مظاهر قوته ووحدته.

مليونية الهوية الجنوبية تحمل في طياتها أكثر من مجرد شعارات، بل هي دعوة ملحة لكل الجنوبيين للتوحد والتعاضد والاصطفاف، لتكون صرخة تتردد أصداؤها في الفضاء، مؤكدة للعالم أجمع أن قلوبنا موحدة، وأننا لا نقبل المساس بحقوقنا. إن هذا المد الثوري الذي سيجتاح سيئون يبعث برسالة قوية لأصحاب المشاريع الصغيرة وأذيالهم، مفادها أننا كجنوبيين عازمون على استعادة هويتنا ووطننا، وأننا لن نسمح لأحد بتهديد أحلامنا واستقلالنا. ومن هنا تأتي أهمية هذا الحدث التاريخي، الذي يشكل فرصة ثمينة لنؤكد للعالم أننا نستطيع أن ننقلب على صفحة الاحتلال ونصنع واقعًا جديدًا يحمل دلالات الأمل والتغيير.

فلنجعل من مليونية الهوية الجنوبية وَعدًا بأن نواصل كفاحنا نحو الحرية، ولنجعل من هذه اللحظة تاريخًا يُكتب بأحرف من نور، حيث ترفرف الأعلام الجنوبية عالياً في سماء الوطن، لتعلن عن تجمع القلوب والعقول في سبيل بناء واقع مُشرق. إن يوم 14 أكتوبر هو أكثر من ذكرى تاريخية، بل هو عهداً جديداً نحمله في قلوبنا، لنؤكد معًا أننا شعب لا يرضخ ولا يستسلم لظروف الحياة، فنحن قادرون على بناء غدٍ مشرق يتسع للجميع، ويمتد فيه الأمل وينمو، حيث تتوحد الجهود في سبيل تحقيق أحلامنا وآمالنا المشروعة. إن حضرموت والجنوب مثل الجسد الواحد، فلا يمكن لأي جزء أن يتألق بمعزل عن الآخر، ولتكن هذه المليونية محطة تاريخية لتعزيز إرادة العمل والبناء، وتحقيق الاستقلال المنشود.