كتابات وآراء


الإثنين - 01 أبريل 2019 - الساعة 10:09 م

كُتب بواسطة : علاء عادل حنش - ارشيف الكاتب



إنّ المرحلة التي يمرّ بها "الجنوب" في الوقت الرّاهن تعتبر من أهم المراحل على الإطلاق في مسيرة الثورة الجنوبية التي اندلعت في 7/7/2007م وحتى اليوم، لا سيما مع التحركات الدولية التي جرت خلال الفترة القليلة الماضية، والتي جعلت العالم يلتفت إلى قضية الشعب الجنوبي، ويعيرها أهميّةً تليق بحجم تضحيات الجنوبيين.

زيارة سفراء أعظم دول العالم كـ (بريطانيا، وروسيا، وأمريكا) إلى العاصمة الجنوبية "عدن" في الأسابيع الماضية يعتبر تحركًا سياسيًا دوليًا هامًا لصالح القضية الجنوبية، ويدفع بقضية "شعب الجنوب" إلى واجهة المشهد السياسي خصوصًا بعد التغافل والإهمال الكبيرين التي تعرّضت له من قبل أيّ مبعوث أمميّ تمّ تعيينه في اليمن منذ بدء الأزمة اليمنية، بدايةً بالمبعوث الأمميّ الأول المغربي جمال بن عمر، مرورًا بالمبعوث الثاني الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ، وصولًا إلى المبعوث الحالي البريطاني مارتن جريفيثس.

كل تلك شواهد تؤكد بأنّ المرحلة الحالية حساسة للغاية خصوصًا أن هناك أنباء تؤكد أن الفرنسيين سيسرون نفس نهج أصدقائهم في فتح نوافذ للعمل المشترك مع الجنوبيين الذين أثبتوا للعالم قوتهم وعنفوانهم في كثير من النواحي خصوصًا الناحية العسكرية.

ربما ترسخت لدى البعض "قاعدة" أنّ كل رؤساء وسفراء العالم يداومون على التأكيد على أنه يجب الحفاظ على "الوحدة"، وأن أي تسوية سياسية يجب أن تكون تحت مظلة "الوحدة"، وهذا أمر بديهي، لكن ما تغير الآن هو أن سفراء العالم أصبحوا يكتفون بالإشارة إلى الحفاظ على الوحدة اليمنية بعكس السابق حينما كانوا يؤكدون على الحفاظ عليها، وهذا مؤشر على تغيير سياسة تلك الدول لما يدور في اليمن.
ربما لغة المصطلحات لا يعيرها الغالبية أهمية تذكر، لكن أعتقد أن لها مغزى عميق سيفهمها جيدًا الدبلوماسيين والسياسيين الآن أو غدًا.

إنّ حلم الجنوبيين المتمثل في استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو/ آيار 1990م، أصبح أقرب من أيّ وقت مضى ، وأصبح لزامًا على كافة الجنوبيين أن يعوا حساسية المرحلة وأهميتها، وأن يتركوا خلافاتهم جانبًا تفاديًا للوقوع في المحظور، الذي إن وقع الجنوبيين فيه فإنّ الأمور ستنغلب رأسًا على عقب.
يجب على كافة أطياف ومكونات وتشكيلات "الجنوب" تناسي أيّ خلافات ، وصنع حاضر مجيد من خلال تفهم حساسية المرحلة ، وإدراك أنّه بدون تأييد دولي لن تأتي دولة "الجنوب" التي ضحى من أجلها آلاف الشهداء وجُرح آلاف في سبيل تحقيق ذلك الهدف المنشودة منذ أن قتل نظام علي عبد الله صالح الوحدة باجتياحه "الجنوب" في صيف 1994م، ونقض كافة الاتفاقات والعهود.