4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري
تواصل محافظة شبوة استعدادها المكثف لإستضافة انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
كان قرار الرئيس الزبيدي باختيار شبوة لاستضافة أعمال الدورة الثانية للجمعية الوطنية نابعاً عن إدراك عميق بالدلالات التي يمثلها انعقاد الجمعية الوطنية في المحافظة الإستراتيجية التي تمثل العمق التاريخي والحضاري والإقتصادي للجنوب.
هذا التقرير يسلط الضوء على دلالات اختيار شبوة لانعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية والثقل الذي تمثله شبوة كواحدة من أكبر محافظات الجنوب.
*رسائل سياسية محلية*
يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي يريد وبذكاء توجيه رسالة سياسية لعدد من الأطراف داخلياً وخارجياً.
ستكون الرسالة مؤلمة للقوى الداخلية التي ظلت تراهن على شرذمة الجنوب،وشنت خلال السنوات الماضية حرباً شرسة لإسقاط المحافظة ومحاولة سلخها عن الجنوب.
الهدف الأول من هذه الرسالة هو التأكيد على أن شبوة قلب الجنوب،وأن كل المحاولات التي هدفت لسلخها عن الوطن الجنوبي فشلت لأن شبوة رفضت الانقياد لمن ارادوا بيعها للأعداء رغماً عن إرادتها.
أما الهدف الثاني فهو التأكيد على البعد الحضاري والجذور التاريخية المتأصلة لهذه المحافظة في الهوية الجنوبية باعتبار شبوة عاصمة الحضارات الجنوبية القديمة كأوسان وقتبان وحضرموت.
*وفاء الرئيس الزبيدي بعهده*
كان الرئيس عيدروس الزبيدي قد أعلن عن تحمله المسؤولية بعد سقوط المحافظة بيد المليشيات الإرهابية التابعة لحزب الإصلاح الإخواني،وتدمير النخبة الشبوانية،متعهداً بتحرير المحافظة وإعادة قوات النخبة الشبوانية أقوى مما كانت عليه قبل المؤامرة عليها.
وفى الرئيس الزبيدي بعهده وتحررت شبوة،وعادت إلى الحضن الجنوبي،وانكشف الذين باعوها وعادت النخبة الشبوانية لكنها ليست وحدها هذه المرة بل مسنودة بقوات العمالقة الجنوبية الضاربة،فيما تلقت المليشيات الإخوانية في عتق والمليشيات الحوثية في بيحان والأذرع الإرهابية التابعة لهما ضربات ساحقة طهرت شبوة وخلصتها من أطماع الحاقدين.
سيكون انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية الجنوبية في محافظة شبوة تعبيراً عملياً للوفاء بالعهد الذي قطعه الرئيس الزبيدي بتحرير شبوة وإعادتها إلى الحضن الجنوبي
*رسالة للإقليم والعالم*
يريد المجلس الانتقالي الجنوبي أن يؤكد سيطرته على الأرض الجنوبية في رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي.
يعد انعقاد الجمعية الوطنية الجنوبية في شبوة رسالة واضحة بأحرف كبيرة ستقرأها القوى المعنية بالقضية الجنوبية إقيليمياً ودولياً.
فحوى هذه الرسالة تتلخص أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي للجنوب ومن يملك السيطرة على الأرض،وأن أي محاولة للإلتفاف على قضية الجنوب لن تعود إلا بالفشل على كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن.
*تكريم شبوة*
منحت شبوة شرف احتضان مؤتمر أعمال الدورة الثانية للجمعية الوطنية الجنوبية،تكريماً لها واعترافاً بدورها العظيم في تحديد مصير ومستقبل الجنوب.
يدرك الرئيس الزبيدي أهمية شبوة ورمزيتها بالنسبة لتاريخ وهوية الجنوب،باعتبارها عاصمة لكل الحضارات الجنوبية القديمة أوسان وقتبان وحضرموت.
كانت شبوة منطلقاً للحضارات العظيمة فدولة أوسان التي سيطرت على طرق الملاحة الدولية في البحر العربي وباب المندب وأقامت المستعمرات التجارية على طول السواحل في منطقة القرن الإفريقي انطلقت من شبوة وسيطرت على طوول الساحل الجنوبي والكثير من المناطق الجنوبية،ثم ورثتها الدولة القتبانية التي انطلقت أيضاً من شبوة وأقامت دولة عظيمة بلغت مستويات عالية من التطور والقوة.
هذه الرمزية التاريخية لشبوة تجعل لها مكانة خاصة في قلب كل جنوبي،وجعلت الكل يتلهف لانعقاد مؤتمر الجمعية الوطنية ليتأكد أن أحلام المليشيات الحوثية والإخوانية قد دفنت نهائياً وسط رمال شبوة التي عادت اليوم جنوبية الهوى والهوية.
*تعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية*
يحرص المجلس الانتقالي الجنوبي على إقامة الفعاليات والمؤتمرات الجنوبية في مختلف المحافظات كوسيلة لتعزيز الترابط والتلاحم الجنوبي،حيث يتعرف ابناء الجنوب على محافظات بلدهم ويلتقون كل عام في محافظة مختلفة ليتناقشوا حول مستقبل وطنهم في أجواء يسودها الود والاحترام المتبادل بحيث تتعزز الروابط الوطنية الجنوبية وتزول رواسب الماضي الذي كانت السبب الأول في سقوط دولتنا وتشريد شعبنا
يعمل الرئيس الزبيدي على قراءة الماضي وأخذ العبر منه،والإستفادة من الأخطاء الكارثية التي وقعت طوال مسيرة الدولة الجنوبية حتى سقوطها تحت الإحتلال وبالتالي تجنبها.
لهذا السبب نرى حرص الرئيس على اشراك كل الجنوبيين في اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة باستعادة دولتهم،ونبذه لثقافة الإقصاء والتهميش وسعيه الدؤوب للحوار مع كل القوى الجنوبية