رئاسة الانتقالي تعقد اجتماعها الدوري.. افنوجرافيك

الرئيس الزبيدي يلتقي الدكتور يفغيني كوديف القائم باعمال سفير روسيا.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض.. أنفوجرافيك



اخبار وتقارير

السبت - 09 نوفمبر 2024 - الساعة 09:03 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ حافظ الشجيفي


يستمر الصراع القائم بين الجنوب والشمال في اليمن في إثارة الكثير من النقاشات والجدل، مما يستدعي التأكيد على هوية هذه المعركة وأبعادها. فالحرب التي يخوضها الجنوبيون ليست معركة دينية أو مذهبية، بل هي صراع بدوافع سياسية تحررية بحتة بين دولتين احداهما تحتل الاخرى نجمت عن الاحتلال الذي تمارسه القوى الشمالية ضد الجنوب. إذن، هي في جوهرها حرب تتعلق بالسيادة والحق في الاستقلال.

إن الجنوبيين لا يحاربون الحوثي كونه شيعيًا، ولا يمكن ان يقبلوا استبداله بسلطة شمالية سُنية أخرى؛ بل إن جذور هذه الحرب تعود إلى مقاومة أي هيمنة شمالية على الأراضي الجنوبية، بغض النظر عن الخلفيات الدينية.حيث يتمثل الهدف الأساسي للجنوبيين في طرد المحتلين واستعادة أراضيهم، وهو ما يعكس طبيعة هذه المعركة كصراع وطني سياسي تحرري يهدف إلى تحقيق الاستقلال.

ومن المهم أن نشير هنا أن الحوثيين بالنسبة للجنوبيين أحرار في اختيار المذهب الذي يتبعونه او يخنارونه في حدود بلادهم، ولا تقع على عاتق الجنوبيين مسؤولية إجبارهم على اعتناق المذهب السني حيث يعتبر احترام حرية المعتقدات أمرًا جوهريًا وحقًا من حقوق الإنسان، وهو ما يؤكد عليه الجنوبيون لذا، فإن المهمة الأساسية للجنوبيين تتمثل في الدفاع عن بلادهم وتحريرها من كل صور التواجد الشمالي، دون النظر إلى الخلفيات الدينية للقوى الشمالية المتواجدة.

هناك من يحاول تصوير المعركة على أنها صراع مذهبي؛ وهو تصور خاطئ، بل قد يمثّل تحريفًا للحقائق في خدمة أجندات سياسية تستهدف تقويض قضية الجنوب وتعزيز الاحتلال. هذه النظرة الضيقة تنفي البعد الوطني للقضية الجنوبية، وتقلل من أهمية الأهداف التحررية للشعب.

وفيما يتعلق بالشأن الشمالي،فإن الجنوبيون ليسوا معنيين بتحرير الشمال من الحوثيين، سواء من منطلق مذهبي أو سياسي. لان انقلاب الحوثيين على الحكم في صنعاء يعتبر قضية داخلية تخص الشماليين وحدهم، ولا يجوز للجنوبيين التدخل فيه. على نحو يعزز الفهم بأن الصراع بين الجنوب والشمال ليس لعبة سلطوية تتجاوز حدود الهوية، بل هو صراع يسعى إلى تأكيد السيادة والحرية.

خلاصة القول، إن فهم طبيعة الصراع بين الجنوب والشمال يتطلب النظر إلى الأبعاد السياسية والوطنية التي تحيط به بعيدًا عن الانتماءات المذهبية. فالجنوبيون يسعون إلى التحرر من الاحتلال، والتأكيد على هوية وطنية واحدة تتجاوز الاعتبارات الدينية، مما يتطلب دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي.