4 مايو / تقرير مريم بارحمة
يمثل وصول الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الـ55 حدثاً بارزاً يعكس الأهمية المتزايدة لدور الجنوب في الساحة الإقليمية والدولية. المنتدى، الذي يجمع أكثر من 2800 شخصية من مختلف دول العالم، يُعد منصة رئيسية لتعزيز التعاون الدولي ومناقشة التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة.
جاءت مشاركة الرئيس الزُبيدي في هذا المحفل لتعكس رؤية الجنوب الاستراتيجية، وسعيه لتعزيز مكانته السياسية والدبلوماسية، ولتبرز الدور الفاعل الذي يقوم به الجنوب في تعزيز الحوار الدولي حول قضايا الأمن، الاقتصاد، والسياسة، ولتوطيد العلاقات مع القوى العالمية لتحقيق الاستقرار والتنمية. وخلال المنتدى، كان للرئيس الزُبيدي حضور مميز في اللقاءات الثنائية التي جمعته برؤساء وفود دولية ومسؤولين بارزين.
-محطات بارزة في المشاركة
-تعزيز الدبلوماسية الجنوبية على الساحة الدولية
وصل الرئيس الزُبيدي إلى سويسرا على رأس وفد جنوبي رفيع المستوى، وكان في استقباله سفير اليمن في سويسرا، الدكتور علي محمد مجور. خلال المنتدى، أجرى الزُبيدي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من رؤساء الوفود، وزراء الخارجية، ورؤساء المؤسسات الدولية الرائدة. أبرز هذه اللقاءات كان مع معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، حيث تم استعراض القضايا الاقتصادية والإنسانية، وتأكيد الدور المحوري لدول الخليج في دعم الاستقرار في اليمن والجنوب.
كما أجرى الزُبيدي لقاءات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، ووزير خارجية أوكرانيا، أندري سيبيها، لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني ومناقشة التحديات الأمنية المشتركة، خاصة تلك الناجمة عن النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي لقاء مع وزير خارجية أوكرانيا أندري سيبيها، تم استعراض سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصاً في مجال الإغاثة الإنسانية. كما ناقش التهديدات الأمنية المشتركة الناتجة عن المخططات الإيرانية. واستمر الرئيس الزُبيدي في تعزيز علاقاته الدولية من خلال لقاءات مع مسؤولين عرب ودوليين، كان أبرزها مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حيث تم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى الرئيس عيدروس الزُبيدي، بوزيري خارجية الأردن وأندونيسيا واستعراض الرئيس عيدروس العلاقات الثنائية مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين. وأشاد الزُبيدي بمواقف الأردن الأخوية ودورها في استضافة آلاف الأسر اليمنية والجنوبية الهاربة من الحرب، إضافة إلى دعمها في مجالات التعليم والرعاية الطبية.
وناقش خلال لقاءه مع وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو، تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، التعليم، الثروة السمكية، والملاحة البحرية، إلى جانب بحث مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن والجنوب والجهود الدولية لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
-أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية
في تصريحات إعلامية على هامش منتدى دافوس الاقتصادي، أكد الرئيس الزُبيدي على ضرورة تنسيق الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران. في مقابلة مع "رويترز"، شدد على أهمية القيادة الأمريكية الحاسمة في إدارة ترامب، فعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تمثل فرصة حاسمة لكبح جماح الحوثيين المدعومين من إيران. كما شدد على ضرورة وجود استراتيجية أمريكية ودولية منسقة لتوجيه ضربات فعالة ضد الحوثيين ووقف تهديداتهم للملاحة البحرية، موضحاً أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وإطلاق عمليات عسكرية منسقة سيكونان ضرورياً لدحرهم.
وفي مقابلة مع صحيفة "الجارديان"، أشار الزُبيدي إلى ضعف إيران الحالي في عدة مناطق، مما يجعل الوقت مناسباً لتكثيف الضغط على الحوثيين. وأكد استعداد الحكومة الجنوبية لتقديم المشورة الاستخباراتية لدعم أي عمليات عسكرية تستهدف المليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن الحوثيين يمثلون الورقة الأخيرة لطهران في اليمن. أكد أن الوقت الحالي هو الأنسب لمواجهة الحوثيين عبر استراتيجية متعددة الجوانب تشمل التعاون الاستخباراتي والعمليات المشتركة، ومشدداً على أن التنسيق الدولي الفعّال سيُحدث فرقاً كبيراً في استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" أن هدف المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه هو استعادة دولة الجنوب بحدودها المعترف بها دوليًا حتى عام 1990. وشدد على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب القضاء على ميليشيات الحوثي والتنسيق مع جميع المكونات السياسية ضمن مجلس القيادة الرئاسي.
-دور الرئيس الزُبيدي السياسي والدبلوماسي
-القيادة في الداخل والخارج
منذ توليه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، أثبت الرئيس الزُبيدي قدرة استثنائية على تعزيز قضية شعب الجنوب في المحافل الإقليمية والدولية. تتميز قيادته بالثبات أمام التحديات الداخلية والخارجية، مع التركيز على بناء دولة جنوبية قوية تعتمد على الشراكات الدولية.
-بناء التحالفات الدولية
ساهم الزُبيدي في تعزيز التحالفات الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الأوروبية، والولايات المتحدة، بهدف دعم جهود إعادة الإعمار ومواجهة التحديات الأمنية. لقاءاته في دافوس مع كبار المسؤولين الدوليين تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع الشركاء الدوليين وإيجاد حلول للتحديات الاقتصادية والإنسانية.
-أبعاد المشاركة الجنوبية في دافوس
-البعد الاقتصادي
أكد الرئيس الزُبيدي خلال لقاءاته أن الحرب كلفت اليمن، وخاصة الجنوب، خسائر فادحة، ، مشيراً إلى أن الحرب خلفت اقتصاداً منهاراً يحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات وأدت إلى وتراجع قيمة العملة بشكل كبير. ودعا إلى إعادة الإعمار من خلال شراكات دولية تعتمد على دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز التنمية المستدامة. وشدد على ضرورة الاستفادة من الدعم الدولي لتحقيق تنمية مستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، خاصة من خلال التعاون مع دول مثل أوكرانيا لتأمين القمح.
-البعد الأمني
ركزت تصريحات الزُبيدي على ضرورة مواجهة التهديدات الإيرانية والمليشيات الحوثية التي تمثل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي. دعا إلى استراتيجية متكاملة تشمل الضربات الجوية والعمليات البرية لتحييد الحوثيين ووقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
-البعد السياسي
كرر الرئيس الزُبيدي موقفه الرافض لفكرة الوحدة اليمنية المشؤومة، مؤكداً أن العودة إلى نظام الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع. وأشار إلى أن الجنوب يمتلك قيادة سياسية ناضجة قادرة على إدارة شؤونه، معرباً عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من دعم تطلعات الجنوبيين.
-نتائج متوقعة للمشاركة الجنوبية
-تعزيز مكانة الجنوب دولياً
تمثل مشاركة الرئيس الزُبيدي في منتدى دافوس خطوة مهمة لتعزيز مكانة الجنوب على الساحة الدولية، حيث نجح في إيصال رسالة الجنوب إلى قادة العالم وصناع القرار.
-استقطاب الدعم الدولي
من المتوقع أن تسهم هذه مشاركة الرئيس القائد الزُبيدي في جذب المزيد من الدعم الدولي لإعادة إعمار الجنوب، وتعزيز جهود إحلال السلام في اليمن والجنوب.
-توحيد الجهود لمواجهة الحوثيين
تصريحات الزُبيدي ودعوته إلى تنسيق الجهود الدولية ستضع أساساً لاستراتيجية شاملة لمواجهة الحوثيين وإضعاف نفوذ إيران في المنطقة.
تشكل مشاركة الرئيس عيدروس الزُبيدي في منتدى دافوس الاقتصادي محطة فارقة في مسار قضية شعب الجنوب وتطلعاته إلى الاستقلال والسلام. وبفضل رؤيته القيادية، استطاع أن يضع الجنوب في موقع متقدم على أجندة الاهتمام الدولي، مؤكداً أن الجنوب شريك فاعل في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ولقاءاته مع قادة العالم تفتح آفاقاً جديدة لتعزيز شراكات استراتيجية تخدم مستقبل الجنوب.