الهيئة السياسية تعقد اجتماعها لدوري وتؤكد دعمها لحقوق أبناء حضرموت واستقرارها.. انفوجرافيك

الكثيري يترأس اجتماعًا استثنائيًا للوقوف على التحضيرات الجارية لفعالية حضرموت أولًا

هيئة الإعلام الجنوبي تهيب بوسائل الإعلام التفاعل مع مليونية "حضرموت أولاً".. انفوجراف



اخبار وتقارير

الثلاثاء - 31 يوليو 2018 - الساعة 04:27 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / قسم التقارير

(اغتيال عدن) .. هو العنوان الأبرز في مسيرة الاستهداف المتعمد لكل ما يمتُّ لها بصلة

تعرضت مدينة عدن في عام (2015م) لحرب عدائية شرسة خلفت الكثير من الدمار والخراب وراءها، للعديد من المعالم والمنشآت السياحية والتاريخية وكذا الأثرية .. فكان لـ"فندق عدن" - أحد الأوجه الفريدة للمدينة - نصيبه وأكثر، لموقعه الاستراتيجي وارتفاعه الضخم ولأهميته كواجهة لعدن، وقبل أن يتعرض هذا الفندق لدمار الحرب، كان قد واجه الإهمال المتعمَّد حتَّى فَقَدَ ملامحه الرائدة، فلقد تم إغلاقه في وقتٍ سابق من ذلك، وقبل أن تبدأ جولات الحرب الأخيرة، في مشهدٍ لا يدلُّ إلا على أنَّ عدن تسير في طرقات الاغتيال من قبل أطراف سياسية بعينها، لا تريد لعدن أن تنهض أبداً..

بوصلة للغرباء
في قلب مدينة عدن بُني (فندق عدن) ، وهو في حقيقة الأمر بوصلة تحدد للغرباء الاتجاهات والأمكنة، وفي أي مكان كنت في عدن يمكنك أن تراه نتيجة موقعه المتميز والمتوسط لثمان مديريات ، بالإضافة إلى إطلالته البحرية وارتفاعه السامق ونجومه الخمس كفيل أن يكون أفضل الفنادق في اليمن ومعلماً من معالم المدينة.

واجهة حضارية
وتم بناؤه في عام (1982م) بتكلفة حوالي (38 مليون دولار) وكان يشكل رافدا اقتصاديا كبيرا لخزينة الدولة، كما أنه واجهة حضارية وسياحية للمدينة، وطيلة السنوات التي مضت وقبل حرب (2015م) ظل محافظاً على جماله الخارجي.. غير أن ما خلف هذا السور بئيس ومحزن ، فالفندق ذو الستة أدوار وخمسة نجوم أُغلق منذ فترات طويلة جداً من قبل وزارة السياحة بحجة خضوعه للترميمات.

انطلاق خليجي (20)
ولأن مدينة عدن كانت مقبلة على خليجي (20) كان لابد من تهيئة البنية الأساسية للمنشآت السياحية في محافظة عدن ، ومن ضمنها الفندق الذي تم تأهيله على عجالة ليتزامن افتتاحه مع انطلاقة خليجي (20) في عام (2010م) ولاستقبال الوافدين الخليجين ، فتم تسليمه لشركة أردنية اشتغل لمدة شهرين فقط، ليعود بعدها للإغلاق مرة أخرى بذريعة استكمال أعمال الترميم.

تأثر بالصراعات
وقد تأثر فندق عدن بشكل كبير بالصراعات التي عاشتها البلاد في السنوات الماضية – قبل الوحدة وبعدها – فكان يزدهر حين تكون الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية مستقرة ، وينتكس حالما تنشب الحروب.
ويقول أحد المواطنين: ( كل الحروب التي مرت من هنا أوقفت فندق عدن .. فموقعه وارتفاعه كانا سببين رئيسيين في تدميره).   

تعقدت الأمور
زادت الأمور تعقيداً وطالت فترة الإغلاق للفندق، وبدأ الكثير يوقن بأن هناك مسرحية تدار من عدة جهات انتهت بخروج فندق عدن عن الخدمة بالرغم من أن (45 مليون دولار) صُرِفت لعملية الترميم  ، وتلك المبالغ كفيلة بأن تبني الفندق من جديد وفي وقت أقصر من تلك التي استغرقتها عملية الترميم - ( حسب إفادة أحد العمال).

وضع مزرٍ
تعيش السياحة في محافظة عدن وضعاً مزرياً لعدة أسباب ، منها : عدم الوعي الحكومي بالأهمية التاريخية والحضارية والسياحية لمحافظة عدن ، فالاتفاقيات بخصوص فندق عدن أبرمتها الوزارة دون علم مكتبها في عدن الذي أصبح لا حول له ولا قوة . عدن كانت دولة ، والدولة اليوم لا تكترث للسياحة ولا لهمومها وقضاياها ، وشغلتها السياسة ، واليوم السياحة تكاد تكون صفراً ، فالسياحة عبارة عن نشاط تكاملي ، إذا استقر الوضع الأمني والاقتصادي نشطت السياحة، فمستوى دخل الفرد لا يساعد على السياحة الداخلية، لذا لابد من رفع درجة الوعي مع زيادة دخل الفرد وتحقيق الأمن والاستقرار.   

هيمنة المركزية
تعاني المكاتب التنفيذية في عدن مشاكل كبيرة بسبب هيمنة المركزية التي تضغط على المحافظة بهدف جعل واقعها مشلولاً ، فاليمن يواجه تحديات سياسية وأمنية كبرى ألقت بظلالها على المشهد العام، فبسبب التراكمات السياسية تم إقصاء وتهميش كثير من المؤسسات التي كانت حية وعملاقة ورائدة أشادوا بها كل الذين زاروا هذه المؤسسات ، فتم تعطيلها بعد حرب (94م) ، وسرحت كوادرها مثل : مصنع الغزل والنسيج ، ومصنع البسكويت ، وكذا مصنع البلاستيك ، ومصنع الحديد .. وغيرها من المصانع . بالإضافة إلى : فندق عدن في المجال السياحي ، وفندق الصخرة ، وفندق (26 سبتمبر) ، وكذا فندق كريسنت التاريخي الذي نزلت فيه الملكة البريطانية اليزابت في أواخر الستينات.
 
إطلالة في طيّ النسيان
بعد أن كان فندق عدن محتفظاً بجمال مظهره الخارجي طيلة السنوات التي مضت، لم تتمكن الحكومة من إنعاشه وإعادة شريان الحياة إلى جسده  ، فبعد أن تعرض للتدمير الكامل في حرب (2015م)، هل سيتم إعادة بناء هذا الصرح السياحي التاريخي في مدينة عدن؟ ، أم أنه سيظل هيكلاً لإطلالة سياحية في طي النسيان؟ في ظل أوضاع قاسية لا ترحم عاصمة تم استهدافها في كل منعطف، لتصبح ضحية لتلك الصراعات المجنونة التي تسنُّ سكاكينها لتذبح عدن من الوريد إلى الوريد، وكلُّ ما يمتُّ إليها بصلةٍ ، في مشهدٍ أضحت فيه هذه المدينة محتجزة ورهينة صراع سياسي، ويخاف الجميع من وجهها الحضاري المتعملق، إن أعطيت لها فرصة للتعبير عن نفسها، فهل سنرى العاصمة عدن بوجهها المشرق قريبا ؟، وهل ستعود عدن لصدارتها السابقة وموقعها الطبيعي ؟.. السنين القادمة ستكشف لنا ذلك وما إذا كانت ستستمر عملية الاغتيال لها من عدمها ..