كتابات وآراء


الإثنين - 22 يوليه 2019 - الساعة 08:15 م

كُتب بواسطة : ياسر اليافعي - ارشيف الكاتب


شكل مقتل القيادي الحوثي " مجاهد قشيرة " على يد جماعة الحوثي التي ينتمي لها، ومن ثم التنكيل بجثته ونشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمة كبيرة للجميع خصوصاً ان المليشيا الحوثية تعمدت إظهار فيديو مقتله ومن ثم التنكيل بجثته وسحلها، بهدف إرهاب كل من يفكر في الخروج عن طاعة الجماعة حتى ولو كان ابرز قادتها ..

طبعاً هذا ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها مليشيا الحوثي مثل هذا الانتهاك، بل هذه الجماعة هي من قتلت الرئيس السابق صالح الذي سلمها صنعاء وقوات الحرس الجمهوري ومكنها من مفاصل الدولة، وبنفس الطريقة ايضاً .

كما ان هذه الجماعة هي نفسها التي ارتكبت مجازر في عدن مثل مجزرة التواهي ودار سعد اثناء اجتياحها للجنوب في العام 2015 وقتلت مشايخ البيضاء بدم بارد .

وبالطبع هذه الجرائم لن تتوقف اطلاقاً بل ستتمادى هذه الجماعة بنشر فكرها المذهبي الطائفي الذي سيقتل الناس في قادم الأيام ان تمكنوا من البلاد وفق مذهبهم وانتمائهم الديني مثل ما حدث في العراق .

ان ما يحدث في الشمال يستدعي من كل قوى الشمال الالتفاف لمواجهة هذه المليشيا الدموية، وكسب أبناء الجنوب لمواصلة القتال الى جانبهم حتى دحر هذه المليشيا التي تشكل خطر ليس على مستقبل اليمن فقط بل المنطقة برمتها .
على جميع القوى السياسية والقبلية ان يوحدوا جهودهم بهدف تحرير ما تبقى من محافظات يمنية ونبذ كل قائد عسكري مخترق للشرعية او كل مسؤول فاسد يهدف الى إطالة الحرب بهدف الاسترزاق على حساب شعبه .

لابد من استغلال فرصة تواجد التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، بالإضافة الى تواجد الالاف من أبناء الجنوب يقاتلون هذه المليشيا بكل جدية ومصداقية في عمق الشمال .

ونصيحتي لقوى الشمال لا تصوبوا جهودكم صوب الجنوب، اتركوا الجنوب وشأنه واكسبوا القوى السياسية والعسكرية فيه الى صفكم لمواجهة الخطر المحدق بكم وهي مليشيا الحوثي الإيرانية التي أدخلت البلاد في صراع إقليمي كانت في غنى عنه .

لقد استنغلت مليشيا الحوثي الإيرانية توجيه سهامكم صوب الجنوب ودولة الامارات لتنكل بالشمال وما تبقى فيه من قوى وطنية رافضه لهم .

موسف جداً ان جهد القوى المعارضة للحوثي في الشمال وجهت عنوة وفق مشاريع خارجية صوب من يقاتل هذه الجماعة وانتصر عليها سواء كان ذلك دولة الامارات او القوات الجنوبية، وهو ما اعطى هذه المليشيات مساحة واسعة للتحرك والتنكيل بالجميع .

مشاريع قناة الجزيرة واعلام الاخوان يقود البلاد والعباد الى الكارثة المحققة، فهم لم يكونوا يوماً مع اليمن ولا الشعب اليمني، اعيدوا حساباتكم وستجدون أبناء الجنوب الى جانبكم وصولاً الى رفع العلم في مران، وهذا ما طرحناه منذ تحرير عدن.

يجب ان تدركوا ان الانتصارات التي تحققت في الجنوب عقب 2015 على مليشيا الحوثي والجماعات الإرهابية اوجدت واقع جديد في الجنوب واي تجاوز له يعني رفض للواقع وبالتالي الفشل الذريع لصالح الحوثي .

ابعدوا المكابرة وعقليات الماضي التي دمرت اليمن، وفكروا في المستقبل وفي الواقع الذي فرض على الجميع، وصدقوني اذا ارتقيتوا في تفكيركم بعيداً عن أصحاب المصالح ستجدون أبناء الجنوب الى جانبكم وفي صفكم، اما ترديد شعارات الماضي ستجدون أنفسكم تغرقون في مستنقع الماضي لصالح الحوثي الامامي .

بعد تحرير محافظاتكم سيتم الحديث والحوار عن مستقبل الوحدة وفك الارتباط وغيرها من المشاريع، لأن كرامة الشعب هي الأهم في هذه المرحلة حتى لا يجد الجميع انفسهم بلا كرامة وما العراق ببعيد عنا.

لكن مساعيكم للسيطرة على عدن وطعن أبناء الجنوب من الخلف في وقت يقدمون تضحيات في عمق الشمال، هذا امر لا يمكن السكوت عليه ولا يحقق أي اصطفاف ضد الحوثي بل ان الحوثي هو المستفيد الأول منه !

ايضاً الانحراف الوضع من قبل بعض القوى السياسية صوب مهاجمة دور دولة الامارات الريادي في اليمن، وهي الدولة التي كان لها دور محوري وكبير في طرد المليشيا من الجنوب والساحل الغربي ومأرب، وقدمت تضحيات كبرى وأكثر من 90 شهيد من أبنائها روت دمائهم كل المحافظات في الشمال والجنوب، وكل ذلك بسبب الركض خلف مشاريع هدفها عرقلة التحالف العربي في اليمن للانتقام منه بهدف افشاله امر سيؤدي في النهاية الى تقوية الحوثي وتمدده واستمرار فقدانكم كرامتكم ومستقبلكم .

آن الأوان للمراجعة مالم لن تجدوا لا جنوب ولا شمال ولا راتب واكراميات من التحالف، بل تشرد ونزوح وفقدان للكرامة .

#ياسر_اليافعي