الأحد - 28 يوليه 2019 - الساعة 06:23 م
عندما كان الشعب بحاجة الى من يؤازره في محنته ويقف الى جانبه مع البديات الأولى لولادة ثورة شعب الجنوب المعروفة بالحراك الجنوبي حينها كان الشعب يهتف ويواجه صلف وجبروت نظام صنعاء وحيداً بينما كانت قياداتنا في الخارج تتفرج وتراقب المشهد من بعيد صمد ابناء الجنوب رغم وواجهة كل التحديات بتحدٍ وعلت الأصوات المطالبة بعودة قيادات الخارج لقيادة الجماهير وتوجييها صوب الهدف المنشود حتى ظهرالرئيس الفذ علي سالم البيض الذي خرج عن صمته والتحم بالجماهير رغم المسافات الطويلة بينه وبينهم الإ أنه كان قريباً منهم يتألم من ألمهم وقاد الجماهير الثائرة بخطاباته الحماسية التي زادت من هيجان الشعب رغم التكتيم الإعلامي المتعمد من قبل الإعلام العربي فتمكن من الوصول الى قلوب كل الناس الا ان الرئيس البيض انصدم مع رفاق دربه القدامى الذين وقفوا على الضفة الأخرى ولم يضعوا أيدهم بيده لإنتشال الشعب من جهنم الشمال وسعت بعض الأطراف اليمنية والإقليمة حينها الى الدفع بأوراقها عبر أذرعها الجنوبية ممازاد الإنقسام وبدأت تظهر مكونات بأعداد كبيرة وأصاب الجماهير نوع من الإحباط القاتل نتيجة الخلافات بين القيادات الجنوبية على الزعامة والقيادة.
وعندما دخل نظام صنعاء في أزمة الصراع على النفوذ والسلطة تدخل الأشقاء في دول الجوار ووضعوا مبادرة للحل في اليمن استبعدت القضية الجنوبية منها ووقعت عليها الأطراف اليمنية وكان من نتائجها الحوار اليمني الذي عقد تحت مظلة الوحدة اليمنية وقاطعه الحراك الجنوبي المطالب بالإستقلال ورفض الرئيس البيض حينها المشاركة في حوار الطرشان وشاركت بعض الفصائل الميتة التي تسمي نفسها حراكية وهي مجرد أدوات تحركها قوى النفوذ الشمالي لشئ في نفس يعقوب وقال : الرئيس البيض في إحدى مقابلاته التلفزيونية سيتحاورون سنة كاملة وسيخرجون الى المدفع والدبابة وفعلاً انتهى حوارهم العقيم بالكارثة التي حلت على البلاد والعباد ولم يحصل الجنوبيين الذين شاركوا في هذه المسرحية على شئ سوى جنيهم للأموال فقط والتسابق على أكل الوالائم.
وعندما غزا الشمال الجنوب في العام 2015م وللمرة الثانية هب الجنوبيين هبة رجل واحد من المهرة شرقاً الى باب المندب غرباً لمواجهة المد الفارسي وأتباعه من الحوثيين وحقق الجنوب النصر على هذه العصابات بمساعدة الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين قدموا الدعم الكبير للجنوب ومقاومته الباسلة التي ساهمت بتحرير الجنوب خلال أسابيع من أيادي المجوس وأتباعهم هذا وإستغل الجنوبيين هذه الفرصة التي سنحت لهم وعملوا على تأسيس جيش جنوبي للدفاع عن الجنوب شعبه من اي إعتداء جديد تفكر فيه قوى العربية اليمنية.
وبما ان الجنوب كان يعاني من حالة التشظي والإنقسام كان لزاماً البحث عن مظلة يستظل تحتها الجميع وفعلاً ولد المجلس الإنتقالي الجنوبي من رحم المعاناة التي كان الشعب يعاني منها طيلة ثلاثة عقود من الزمن وفعلاً أصبح المجلس الإنتقالي الوعى الجامع لكل الجنوبيين وحامل رئيس للقضية وتطلعات الشعب أولاً لأنه يسيطر على الأرض ولدية قوات وجيش كبير يبسط يده على أغلب أراضي الجنوب ولديه مكاتب في دول عظمى ومقرات في عموم محافظات ومديريات الجنوب وللأسف الشديد هناك بعض المكونات الجنوبية التي لها أجندات مغايرة لهدف الشعب والمدعومة بالمال والإعلام تحاول شق الصف الجنوبي وان كانت متسترة بلباس الجنوب الا أنها تريد العوده به مره أخرى إلى حظيرة باب اليمن وهذا أمر صعب تحقيقة لأن الشعب هو الحامي الحقيقي لقضيته وهو من سيدافع عنها ان دعت الحاجة في كل زمان وفي أي مكان.
وما حدث في الأردن من لقاءات لعدد من قيادات الجنوب التي تلهث للبحث لها عن مكان حتى ولو كان ذلك على حساب دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم للجنوب أنا أعتقد أن لقاء الاردن لايحمل تطلعات الشعب فإنه حتماً سيفشل مثل سابقيه وسيبقى صوت الشعب هو الأعلى وعلى كل القيادات الجنوبية ان تعي أن المرحلة صعبة وحساسة وخطيرة على مستقبل شعب الجنوب وعليهم ان يلتفوا حول بعضهم البعض ويتركوا الخلافات البينية جانباً ليس وقتها الآن ويترفعوا عن الصغائر وعليهم الإلتفاف حول المجلس الإنتقالي الجنوبي كونه يمثل الجدار الصلب لكل الجنوبيين هذا إذا أردنا تخليص شعبنا من محنة الشمال اما ان نغرد خارج السرب وبأجندات مختلفة لايخدم الشعب بشئ فلقاء الأردن يبدو انه هزيلاً وركيكاً من عنوانه وأعتقد انا شخصياً أنه يسير عكس عقارب الساعة ولن يأتي بجديد يفرح الشعب قط.
مدير الإدارة السياسية لإنتقالي بروم ميفع