كتابات وآراء


الأربعاء - 29 يوليه 2020 - الساعة 07:44 م

كُتب بواسطة : نصر هرهرة - ارشيف الكاتب


كتب الاخ احمد وهو قيادي سياسي جنوبي مانصه (انتم لديكم انفصام في الوعي تخرجوا مسيرات حاملين اعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتحتفلون مع شعب الجنوب باعياد اكتوبر ونوفمبر وجثامين الشهداء تلتف بعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعيدروس حصل على التفويض وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يرفرف فوف رأسه وتجي تقول لي الجنوب العربي) وقال اخرين لماذا تحملوا الجواز اليمني وتقولوا ان هويتكم الجنوب العربي؟ لماذا تتعاملوا بالريال اليمني وتاخذوا راتبكم من الجمهورية اليمنية وتقولوا ان هويتكم جنوب عربي؟ اذا كنت في بلد اخرى وسالوك عن هويتك بماذا سترد؟ وهناك اسئلة وملاحظات اخرى تتعلق بعدة مفاهيم ، منها شمال اليمن وجنوب اليمن، واليمن الشمالي واليمن الجنوبي، والتشطير والشطرين والشطر الشمالي والشطر الجنوبي.
ولان الاسئلة والملاحظات طرحت من عدة اشخاص وهي غير مرتبة فسوف نحاول الرد بشكل عام ونرتب الكلام بقدر المستطاع فالحقيقة الثابته التي لاجدال فيها هي ان اليمن جهة من الجهات الاربع الاصلية ، وهي تعني الجنوب ، ففي تهامة وعند تحديد الاراضي في الوثائق يذكر الحد الشمالي بالشام والحد الجنوبي باليمن و اطلق اليمن على الجهة الجنوبية للكعبة والشام على الجهة الشماليه للكعبه ، فحين يقال اهل الشمال يقصد به اهل الشام ، وحين يقال اهل اليمن فانه يقصد فيه اهل الجنوب.
فالشام لم تكن هوية وطنية او سياسية لاي دولة وفيه اليوم اربع دول واربع هويات سياسية هي سوريا ولبنان والاردن وفلسطين فلو ان سوريا مثلا آسمت نفسها جمهورية الشام هل من حقها ان تدعي بان لبنان والاردن وفلسطين تابعه لها وانها الاصل والبقية فروع لها وعليها ان تعود للاصل؟ ولكن تظل امامنا حقيقة ثابته ان موقع هذه الدول هو شمال الكعبه اي في الشام.
واليمن لم تكن هوية وطنية او سياسية لاي دولة واتخذت هوية وطنية و سياسية في العام ١٩١٨ م حين اشتد الخلاف بين القحطانيين والعدنانيين في اطار المملكة المتوكلية الهاشمية حيث كان يرى القحطانيين انهم اصحاب حضارة وهم من اقام السدود والحضارات وهم السكان الاصليين ويعتبروا العدنانيين رعاة متخلفين جاوا من شعاب مكه، وفي الوقت نفسة كان العدنانيين يروا انهم احفاد الهاشميين وهم الاولى بالحكم والملك ، ومع اشتداد الخلاف و اطماع المملكة المتوكلية الهاشمية التي كانت محصورة في صنعاء وما حواليها التوسعية ، قام الامام بتغيير الاسم من المملكة المتوكلية الهاشميه الى المملكة المتوكية اليمنية في عام ١٩١٨م لهدفين
١ - ردم الخلاف بين القحطانيين والعدنانيين باكسابهم الهوية اليمنية لدولتهم بحيث لم تعد هاشمية ولا قحطانية
٢- اهداف توسعية معتقدا ان هذه التسمية ستمكنه من السيطرة على كل ماهو يمين الكعبة
وفي اثناء المفاوظات بين الامام وال سعود التي نتج عنها اتفاقية الطائف كان الامام يتحدث عن ان هذه الارض يمنية الى جدار الكعبة انطلاقا من انها جنوب الكعبة فقال له السعوديين ومن قال لك او اعطاك الحق انك بمجرد ان غيرت اسم مملكتك من الهاشمية الى اليمنية انك تمتلك كل ماهو جنوب الكعبة ؟
ونستخلص من كل ذلك ان شمال الكعبة ثابت وهي جهة من الجهات الاصليه الاربع وتعني الشام ، وان جنوب الكعبة ثابت وهي جهة من الجهات الاصلية تعني اليمن ، ولم تكن هويات وطنية او سياسية الا حالة الاستثناء فيما ذكر سابقا
فالفلسطيني الذي هويته ووطنه فلسطين واقع في الجهه الشماليه للكعبة وجزء منها وكذا اللبناني والسوري والاردني وهذا ينطبق على جنوب الكعبة ولكن هناء في حالة خاصه ان الامام سمى مملكتة اليمنية واتخذ اليمن هوية سياسية ووطنية لدولته والارض التي كان يحكمها وطن لهم اسماه اليمن ، وهذا شانه وشان الجزء الذي كان في اطار مملكته وفي نفس الوقت فان من حق الاجزاء الاخرى في جهة جنوب الكعبة التي لم تكن في اطار المملكة المتوكلية الهاشمية ان تقيم دولها لها هوياتها الخاصة بها فلماذا يمنع عليهم اقامة دول خاصة بهم وهويات خاصه بهم ونفرض عليهم الخضوع لدولة اليمنية والهوية اليمنية؟
لقد كان الجنوب العربي وطن وهوية لعرب الجنوب واطلق عليه المؤرخين العرب والاجانب العربية الجنوبية والعربية السعيدة ومع ظهور الدولة القاسمية التي اصبحت المملكة المتوكلية الهاشمية وفيما بعد المملكة المتوكلية اليمنية فقد ظهرت في الجنوب سلطنات ومشيخات مستقلة بذاتها وفيما بينها علاقات وتعاون مشترك يرتقي الى مستوى علاقات دولة اللامركزية فكان الجنوب يدار دينيا من قبل الشيخ ابابكر سالم مولى عينات وكل موتطنيه سنة، وكانت تجمع الضرائب والزكوات له من كل مناطق الجنوب وهو مجتمع سني نقي ، وكان بين تلك السلطنات روابط دفاع مشترك ، وخاضت حروب دفاعية مشتركة مع الدولة القاسمية وغيرها واجاء الاستعمار البريطاني في العام ١٨٣٩م ليحتل الجنوب كل الجنوب ورسم حدوده مع جيرانه حتى تم قيام اتحاد الجنوب العربي ، وخلال تلك الفترة ونكاية باتحاد الجنوب العربي وبريطانيا قامت حركات القوميين العرب والبعثيين والناصريين وغيرهم من الحركات السياسية باليمننة السياسية للجنوب العربي حتى جاء يوم الاستقلال في ٣٠نوفمبر ٦٩ م فمنحت بريطانيا الاستقلال للجنوب العربي وسمت الجبهة القومية الذي تكونت من حركة القوميين العرب وفصائل اخرى الجمهورية الجديده بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تماهيا مع اليمننة السياسية ، وهذه هي اول يمننة رسمية للجنوب العربي بغض النظر عن مشروعيتها من عدمها وتغيرت فيما بعد الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وظهرت مفاهيم جنوب اليمن وشمال اليمن واختصارا الشمال والجنوب وفيما بعد الجنوب اليمني لتاكيد على انه جزء من الهوية اليمنية وظهرت مفاهيم التشطير والشطرين و الشطر الشمالي والشطر الجنوبي وكله تماهيا مع اليمننة السياسية ، على طريق الحاقه بالهوية اليمنية والدولة اليمنية بتاثير من الافكار القومية والبعثية والناصرية والتي انتشرت في كل الدول العربية وبتاثير قوي من العمالة اليمنية التي استخدمتها بريطانيا في عدن والافكار الاممية
وكانت لهذه الدولة الجنوبية على ارض الجنوب العربي علمها وشعارها ونشيدها وهويتها والجوازات الخاصة بمواطنيها والعملة الخاصة بها وكل ما يخص الدول ، وحين دخلت في مشروع الوحدة الذي تعثر وفشل ووقع الجنوب في حرب ٩٤م تحت الاحتلال فقد كان الحاضر في اذهان الناس والمجتمع الاقليمي والدولي ما يخص هذه الدولة وبدات الحركة الوطنية التحررية الجنوبية ترفع شعار فك ارتباط الجنوب من نظام صنعاء فاستخدمت رموز وشعارات تلك الدولة التي دخلت في الوحدة باستثنا النشيد الوطني الذي تم استخدامة كما كان في الجنوب لدولة اليمنية فتخلى عنه الجنوبيين وانتجوا لانفسهم نشيد جديد كما ان الاحتلال اليمني قد القى العملة الجنوبية وعمم العملة اليمنيه والقى الجواز الجنوبي وعمم الجواز اليمني والقى دولة الجنوب بكل موسساتها والياتها وقوانيينها وعمم كل ماهو يمني
لهذا فان الجنوبيين وهم يخوضون نضال الخلاص من هذا الاحتلال يستخدمون ما عممه عليهم الاحتلال اليمني بالقوة كامر واقع تقتضية معيشة الناس وحركتهم الى حين يستعيدون سيادتهم على ارضهم ويبنون دولتهم وحينها سيختاروا رموزهم وشعاراتهم ونشيدهم وينتجون عملتهم وجوازاتهم وموسساتهم ودستورهم وقوانيينهم وكل ما يلزم في اي دولة .وهذا لا يعني انهم بذلك يتخلون عن نضالهم وتطلعاتهم
فهم ينضالون ضد اليمننة السياسية التي جرت للجنوب العربي في بداية النصف الثاني من القرن العشرين وانتهجتها الدولة التي دخلت في مشروع الوحده بتاثير هذه اليمننة ويستخدموا بعض رموزها وشعاراتها التي هي حاضرة في اذهانهم واذهان العالم والاقليم ولها اسانيدها واعتبارها وليس في ذلك اي انفصام
اما الاحتفال بالاعياد والمناسبات الوطنية مثل ١٤ اكتوبر و٣٠ نوفمبر فهو حق من حقوقهم وواجب عليهم ان يعظموا انتصاراتهم ونيل استقلالهم الاول لانهم واباءهم صانعي تلك الانتصارات ولا يوجد بينها وبين كون الجنوب العربي وطن وهويه وطنية لكل الجنوبيين اي تناقض
وليس شعب الجنوب العربي الشعب الوحيد الذي له هوية وطنية مركبة من كلمتين فمثلهم المغرب العربي وجنوب افريقيا وغيرهما فالجنوب العربي هو وطن وهوية وطنية لكل الجنوبيين واما اسم دولتهم المنشوده فمتروك الى حينة