الثلاثاء - 13 أكتوبر 2020 - الساعة 09:43 م
إستطاعت ثورة ١٤ إكتوبر الخالدة أن تبني خلال ٢٣ عاما أعظم جيش وطني حقيقي من أبناء الشعب .. واعتبرته مراكز دراسات استراتيجية أفضل جيش منظم في جنوب جزيرة العرب .. واستطاع هذا الجيش أن يؤمن الملاحة الدولية ويضمن أمن واستقرار وسلامة أخطر منطقة في العالم .. أيام هذا الجيش الوطني العظيم كان الكبار يهابون الاقتراب من أجواء وبحار و أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. فقد بني هذا الجيش وفق أرقى ألعقائد الدفاعية واستطاع ترجمة شعار (يداً تبني ويداً تحمل السلاح ) إلى واقع إيجابي ملموس.
لم يكن قادة هذا الجيش يفكرون بالاستيلاء على السلطة أبدا بل انهم عند الصراعات بين النخب الحاكمة كانوا يحسمون الصراع لصالح الشعب ويسلمون السلطة للقوى الحزبية المدنية التي كان يطلق عليها القيادة الجماعية.
استمر وجود هذا الجيش بهذه العظمة والشموخ حتى عام ١٩٩٠م .. ولكن للأسف إتضح فيما بعد أن من أهم أهداف الدولة اليمنية الموحدة تدمير هذا الجيش ضمن مؤامرة محلية وإقليمية ودولية .. وهو ماتم بالفعل منذ اليوم الأول للوحدة .. فبدلا من المحافظة عليه بدأت عمليات تفكيكه تحت شعار نقل الوحدات ودمجها من ألوية الشطرين ولم تأتي حرب ١٩٩٤م إلا وقد تراجعت الجاهزية القتالية للوحدات وأنهارت معنويات المقاتلين وكانت الضربة القاصمة بعد الحرب من خلال تذويب الوحدات ونقل الأسلحة وتركين الضباط والقيادات في البيوت ضمن خطط ممنهجة أشرفت عليها أجهزة مخابرات دولية وشركات إستخبارية عالمية .
لتبدأ بعد حرب ٩٤م وبكل اسف عملية بناء جيوش عائلية يتوزع ولاءها لمراكز القوى المتصارعة على السلطة والثروة.. وأصبحت مهمة الجيش حماية تلك المصالح وآبار النفط وقمع الشعب والاستعراضات العسكرية الوهمية.
اليوم وبعد كل ما جرى ويجري في بلادنا والمنطقة وفي ظل إستشراء الفساد ومنظومات الارهاب داخل مكونات الحكم الحزبية القبلية السياسية العسكرية .. أصبحت المنطقة والعالم بحاجة ماسة إلى وجود جيش من هذا النوع بعد ان تأكدت الحقائق انه لم يكن موجهاً ضد أحد .. ومع ذلك يبقى الصراع قائما بين مراكز القوى التقليدية محليا وإقليميا ودوليا والتي تخشى على مصالحها من وجود مثل هذه الجيوش التي لايمكن ان تتعايش مع إستراتيجيات قهر الشعوب وتجارة الحروب والصراعات والإرهاب المنظم والفساد العابر للدول والقارات.
وليس غريبا على تلك القوى الفاسدة العابثة الباغية ان تواصل سياساتها نحو كل من كان ينتسب إلى ذلك الجيش الجنوبي العظيم وليس أدل على ذلك من عدم صرف المرتبات وسياسات التجويع الممنهجة التي تنفذها حكومة الفساد والخراب من داخل فنادق السعودية دون حياء او خجل ؛ إلا أن كل هذه الأساليب المستفزة تحطمت على صخرة الصمود الأسطوري لقدامى منتسبي الجيش الجنوبي الذين لجأوا إلى الاحتجاجات السلمية للتعبير عن حقوقهم المشروعة من خلال الاعتصامات السلمية والتي دخلت حتى الآن شهرها الرابع .. وهذا ان دل على شيئ فإنما يدل على الثقافة الراقية والعقيدة العسكرية السلمية الحضارية التي ترسخت في عقول وأفئدة هؤلاء القادة العظام.
اما الشعب العظيم الذي خرج من بين صفوفه ذلك الجيش العظيم أثق تمام الثقة انه سيعمل بكل ما أوتي من قوة وصبر على استعادة بناء ذلك الجيش خدمة لأمن واستقرار المنطقة والعالم ..
الف الف تحية لشعبنا العظيم في ذكرى ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة .. المجد والخلود للشهداء الابرار.