كتابات وآراء


الإثنين - 26 مارس 2018 - الساعة 08:22 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


أن ماكان من الثورات الجنوبية والغضب الجنوبي ، والحراك الجنوبي ، الذي صال الساحات وجال، إلا نتيجة للظلم والمظالم ، التي تكاثرت متراكمة في الإنحطاط على ظهره ، ونتيجة لمعرفة غلاوة الأوطان ، بعد أن استرخصوها الذين لا خير فيهم ، للتبعية والإرتهان والأحتلال ، وأنها غير قابلة لذلك ، مهما كانت التبريرات والأعذار ، وأيضا نتيجة للأخطاء التي رافقت الأزمان ، التي تزامنت بالسكوت عنها ، فكان الوطن بما يحتويه هو الخسران .
صحيح أن ما كان على الجنوب من أحتلال نظام صنعاء ، قد كان عسيرا جدا ، ولطرده ورفع مخلفاته قد قطع الجنوبيون شوطا كبيرا نحو أستعادة دولتهم ،وبلغت التضحيات ذروتها ، ولكن لا ننسى أن من الجنوبيين من قد تعلم من نظام صنعاء الأشياء الكثيرة ، من طرقهم وملاويهم التي من خلالها تعلموا الوصول إلى كيفية نهب الأموال العامة ، ومن ثم تسخيرها لمصالحهم الشخصية والأسرية والمناطقية ، وسلكوا مسلكهم ، بل وزادوا عن حدهم ، لتكون مأساة الشعب الذي ناضل وضحى ورفع صوته في وجه الأحتلال والطغيان ، لمثل هولاء نقول لهم: قفوا عند حدكم، أنتم لستم جنوبيون ، وإذا كنتم جنوبيون فعلا ، كونوا مع شعب الجنوب ، وأعرفوا لماذا غضب وثار وضحى ، وواصلوا معه المشوار بشجاعة وصدق ونزاهة وأخوية وحب حتى أستعادة الدولة الجنوبية ، و أن تكون صفتكم الإيثار .
أحيانا مصالحنا الشخصية الآنية التي نتحصل عليها ،أو التي نرجوها من بعض الأشخاص ، ممن سهل لهم أن يكونوا في مسؤوليات وأماكن قيادية ، تجبرنا أن نغطي عن أفعالهم الخارجة عن مسؤولياتهم ، القادحة بها ، بحجة أنهم جنوبيون ،أو نقول للذي يتهمهم وينتقدهم ، أنه مناطقي ويمارس ضدهم التهميش والإقصاء ، وأنه لا يجب أو من المعيب أتهامهم أنهم يفسدون وينهبون، وحجتنا في ذلك أنهم جنوبيون ، رغم أنهم في قمة الفساد والنهب والعبث _لا _ علينا أن لا نضعف أمام ذلك ، ولا نتعذر (بالجنوبية) لنحمي فساد الغير من أجل استمرار حصولنا على بعض المميزات أو المصالح الشخصية ، والفاسد أو الناهب يجب أن نقول له : أنت فاسد.
ولماذا أصلا هذا المنطق ؟ وكأن الجنوبيين لا يخطئون ، أو أنهم محميون بمطلب أستعادة الدولة ، و مبدأ التصالح والتسامح ، كيف ذلك ؟ ونحن ووطننا لم نصل إلى حالنا هذا إلا بسبب أخطاء كانت من الجنوبيين أنفسهم ، التي قبالها كان سكوتنا ومدحنا لهم .
فالذين سمحوا لتيار (الشمال الاشتراكي) أن يحشرنا في دوامة نظام الأشتراكية هم جنوبيون ، والذين دعموا وساعدوا (صالح) في اجتياحه الجنوب هم جنوبيون ، والذين حسنوا وعليهم أرتكن نظام (صالح) في الجنوب ، هم جنوبيون ، والذين اليوم يحاربون مشروع استقلال الجنوب من منابر الشرعية منهم جنوبيين .
صفة (الجنوبية) يجب أن لا نتخذها ستارا أو حجة ، بها نبرر وقوفنا أو دعمنا لمن منهم نتحصل على مصلحة ذاتية ،وهم فاسدون ، فنحتج ونرد على منتقديهم ونقول عيب : هذا جنوبي .
إلى اليوم وبرغم الأحداث والمتغيرات التي حصلت في الجنوب ، مازال الذين يديرون المحافظات، ومكاتب الوزارات، والمنشآت والهيئات والشركات ،و مختلف الدوائر وضباط السلف ، الكثير منهم أن لن يكونوا جميعهم ، هم أنفسهم الذين تم تعيينهم في عهد نظام (صالح) أو ممن تربوا على يديه ، ولم يحصل أي تغيير في اماكنهم بكوادر أخرى ، أصلح وأنسب وأحسن وأنزه منهم ، تغيير يواكب الأحداث والمتغيرات ، بل على العكس ، استطاع حزب الإصلاح أن يخترق رئاسة وحكومة مايسمى بالشرعية ، وأختطافها، ومن ثم الأبقاء على من يريدون في تلك المناصب صغيرها وكبيرها ، وتغيير من يريدون منها بمن ينتقون .
دورنا كجنوبيين يناضلون من أجل استقلال دولتهم و أصلاح حال مجتمعهم ، أن يكون إيجابيا أمام من لم يصلح سلوك عمله ، وبقي على فساده القديم ، وأن كان جنوبيا ، أو منه نتحصل على مصلحة ، ولا نتعذر له، ونبرر فساده بقولنا : هذا جنوبي .