الأربعاء - 16 أبريل 2025 - الساعة 02:41 م
لقاء هضبة حضرموت عكس الأزمة الفعلية لفشل مجلس القيادة الرئاسي في إدارة المحافظات المحررة في الجنوب. أدارتها الفساد المالي والإداري، واللعب الخبيث بالورقة الاقتصادية والخدماتية، وبانهيار العملة، وباختيار مسؤولين فاسدين... الخ. ومع ذلك، لا يستطيع لا ابن حبريش في حضرموت ولا غيره في أي من المحافظات المحررة أن يفرض حكما ذاتيا لغياب الدولة الضامنة، فالبلد تحت الوصاية، لذا سيتحول اللقاء إلى "ذكرى" أو يتم استخدامه في أدوات الفوضى التي يُراد للجنوب أن يعيشها، واستخدام كل ذلك لإحياء موات الأقاليم أو للتهديد بتقسيم الجنوب.
ضجوا أحزاباً وقنوات وذباباً وكتاباً وحوائط ضد الانتقالي، وكأنه عدو لمطالب حضرموت، على قول "رمتني بدائها وانسلت"، في محاولة إعادة إنتاج وهم "وطن اليمن الكبير" الذي يرسّخ الحوثي فيه مواطنة "القناديل والزنابيل" الضاربة فيه منذ مئات السنين، ويمجدها الممجدون بأنها تنوع يُراد لنا أن نكون جزءاً منه في الجنوب!! أو مواطنة "الرعوي، البرغلي، القبيلي، المواطنة التهامية" الضاربة فيه.. ويدلسونها بأنها اختلاف لا يفسد الانتماء، أما الالتزام بمواثيقه ودستوره فيكفي شهادة سلطان البركاني: "بخلع العداد"!! يمن كبير إذا استقال رئيسه تحوّل إلى "زعيم" يهدم المعبد على الجميع!!
لقاء الهضبة ظنناه مشروعاً وإن اختلفنا معه، فـ"تمخّض الجبل فولد فاراً ميتاً" على المثل الصيني، وأنه مشروع أقاليم الحوار (حضرموت - المهرة - شبوة - سقطرى)، كما بيّنه الناشط باوزير في قناة الحدث، يعني "تي تي، تي تي، مثل مارحتي جيتي".
وقفوا جميعاً - حوثة وإخوانج وإرهاب وطرفيات - ضد الجنوب، وجعلوا التباين فيه عداء، لكن من تباينوا مع الانتقالي ليسوا مع "الضم والإلحاق"، أي ليسوا مع مشروع طرفيات أحزاب اليمننة. فهذا استنتاج سبق تكراره وفشل، فليس كل ظاهرة تباين في الجنوب نجاحاً لمشروع اليمننة. ومع ذلك، يوقدون الفتن و"كلما أوقدوا ناراً للفتنة أطفأها الله"، فالجنوب رغم معاناته يسير على الدرب وسيصل.