كتابات وآراء


الأحد - 22 أبريل 2018 - الساعة 10:45 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


لا أحد يقدر أن يزايد عن الواقع اليمني المفروض بالقوة على الأرض جنوبا وشمالا ، ولا أحد يقدر أن يتعداه إلى واقع أخر غير حقيقي ، وهو في ذلك يريد أن يحل مشاكل الصراعات القائمة في اليمن ، وإذا كان المبعوث الأممي "جريفيث " فعلا صادق وجاد في وضع حد للحرب في اليمن ، ما عليه إلا أن يقتنع بالواقع المفروض على الأرض ، أو أن يفرض واقع أخر على الأرض وبالقوة يتناسب مع حلولهم أو أقتراحاتهم المعدة مسبقا ، و هذا هو الذي يبدو واضحا .

أن المبعوث الأممي وفي مهمته الدولية التي كلف بها لإنهاء الحرب في اليمن ، ستكون أقتراحات حلوله ، من خلال النظر إلى الواقع المفروض على الأرض ، بعيدا عن الرجوع إلى المرجعيات الثلاث ، وخاصة في "الجنوب" لكون الانتقالي الجنوبي وقوات مقاومته الجنوبية قد استطاعت أن تحقق مصالح التحالف العربي في الأراضي الجنوبية من خلال طردهم لميليشيات الحوثي ، وفرض أنفسهم على الأرض الجنوبية ، وهذا ماكان دوليا من ضرورة الاستماع إلى الصوت الجنوبي ، أما في "الشمال" فأن الأمر قد يختلف ، وهو أما أن يقتنعوا بواقعه المفروض والأعتراف بالحوثي ، أو أن يفرض واقع أخر وبالقوة من خلال مواصلة الحرب وطرد الحوثي منه ومن ثم الأعتراف بالواقع الجديد للشمال .

السعودية والأمارات ، مايهمهم في اليمن جنوبا وشمالا ، هو أن تكون منطقة آمنة عليهم ، وليس مصدر قلق وخطر ، وبالنظر إلى ماتسمى الشرعية ، وطبعا الشرعية خالصة هي "الإصلاح " نجد أنه وبعد أربع سنوات حرب ، التي أنطلقت باسمها ، قد تحولت من الأمل الذي أرتكن عليه في بداية الحرب ، إلى مصدر قلق وخطر على دول الخليج ، فهي وإلى جانب تسمرها في جبهاتها ، عاد هي تخرج وغير مستحية ، في مظاهرة حزبية ضد طارق عفاش ، تمانعه أن يحارب الحوثي ، وهذا يعني أنها داعمةللحوثي ومتحالفة معه، وكل الدلائل تشير إلى ذلك ، كما أن واقعها الذي وصلت إليه في الحرب أي الشرعية لا يؤهلها أن تكون طرف يعتد به ، أو ينظر إلى مرجعياتها الثلاث التي تحاول التمسك بها ، في أي مفاوضات أممية ، لأنها لم تستطيع أن تفرض نفسها على الأرض ، وما تحاول حكومة الشرعية التصريح به ضد الذين فرضوا أنفسهم على الأرض ، إلا استهلاك ، وإلا فهي لاتقدم ولا تؤخر شيء.

من ذلك نقدر نقول أن الخليجيون لا يريدون أن يكون الحل الأممي في اليمن على اساس المرجعيات الثلاث ، لأن في ذلك يكون خدمة للحوثي والإصلاح ، في تمكينهم من الثبات على الأرض الشمالية ، و بذلك يكون الخطر على الخليجيين مايزال باقيا ، لأن الحوثي والإصلاح يمثلان مشاريع سياسية عسكرية على مستوى دول خارجية لها أطماع في السيطرة على منطقة الجزيرة والخليج .
لذلك وللخروج من الخطر الواقع على الخليجيين والمتمثل في إتباع الإصلاح والحوثي ، سياسة دول خارجية أخرى ، هاهم الخليجيون يحاولون فرض واقع أخر على الأرض الشمالية وبقوة جديدة ، على أساسه تكون المفاوضات ويكون الحل الأممي ، بما يفيد من رفع خطر الحوثي و الإصلاح على الخليجيين ، وذلك من خلال أعطاء الأمارات الضوء الأخضر في تشكيل ودعم قوة عسكرية جديدة تحارب الحوثي ، هذه القوة تكون تحت امرتهم ،ولا تكون خطر عليهم ، وتكون هي التي تفرض نفسها على الواقع الشمالي بالقوة ، طبعا هي قوة طارق عفاش .

إذا إذا استطاع طارق عفاش وقوته العسكرية هزيمة الحوثي والإصلاح ، وفرض أنفسهم على الواقع الشمالي ، فأنها ستكون هي القوة المعترف بها ،وهي الطرف الذي يتم التفاوض معه لحل مشكلة الصراعات في اليمن شمالا ، إلى جانب القوة المعترف بها والطرف الذي يتم التفاوض معه جنوبا ، الذي هو المجلس الانتقالي الجنوبي.