كتابات وآراء


الإثنين - 07 مايو 2018 - الساعة 11:17 ص

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب


كنا نقول لعل وعسى ونتمنى أن يعودوا إلى صوابهم ، ويكونوا جنوبيين بعودتهم إلى جنوبيتهم ، حينها فرحتنا كانت ستسع جميعنا دون خيانة ولا أنانية ، لكن وللأسف كلما فتح لهم أبناء الجنوب قلوبهم وأيديهم رأفة بهم وتعصبا معهم مما حصل لهم من أهانة لادميتهم وأعتقال وحبس في بيوتهم بصنعاء من قبل جماعة صنعأء ، وأيضا ترحيبا بهم في مشروع استقلال الجنوب ، إلا أنهم دائما ما يقابلوا هذا التسامح والتصالح الجنوبي ، بعكس ما كان يرجى منهم ، إلى درجة تبين أنهم يتعمدون التخلي عن جنوبيتهم _أي عن أصلهم الجنوبي _، مستغليين هذا المبدأ الجنوبي السمح ، واسم الجنوب في تفريخ وحدة نضال الجنوبيين ، ومحاولة تشتيت ظهور كيانهم السياسي الموحد ، أمام دول العالم والأمم المتحدة ، من خلال تشكيلهم مكونات أخرى أو مكون أخر ، القصد منه فقط تعطيل ما استطاع الجنوبيون بناءه وأنجازه خلال السنوات الماضية من نضالهم ، خاصة عندما يكون ذلك الأنجاز عسكريا أو سياسيا ، فيه تمكن الجنوبيون من تحقيق قبضتهم على أرضهم ، ومن تقريب قضيتهم إلى المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة أكثر وأكثر ، كما هو حاصل اليوم مع المجلس الانتقالي الجنوبي ، من قبل ما يسمى بالشرعية ، الذين لم.يرق لهم ما استطاع الانتقالي الجنوبي من تحقيقه ، وإلتفاف الشارع الجنوبي حوله ، مؤيدا له ومباركا خطواته التي جعلته يتمدد داخليا وخارجيا ، فعمد أولئك المشتغليين (فيدا) مع ما يسمى بالشرعية ، المبتعدون كل البعد عن (الوطنية) ، أكانت للجنوب ، أو حتى لمشاريعهم التي يتغنون بها ، فتراهم يعمدون هذه الأيام عبر أبواقهم ، و عبر أبواق أعداء الجنوب (الإخوان ) ، الترويج والإعلان ، أنهم بصدد أشهار مكون جنوبي ، كما يحلو لهم تسميته ، الائتلاف الوطني الجنوبي .
بعض المناضلين من كتاب الجنوب ، قد علقوا على هذا التهريج ، أنه إذا كان هذا المكون الذي يراد الإعلان عنه ، مع قضية الجنوب وأهداف الشعب الجنوبي صدقا وحقا ، وبأمكانه النضال إلى جانب الانتقالي الجنوبي ، والأشتراك معا في تمثيل الجنوب ، كان مرحبا به ، أما أن كان غير ذلك ، فلا أهلا ولا سهلا به .
مسبقا شعب الجنوب قد علم كذب وزيف ما تحاول الشرعية الترويج له ، عن أنه مكون جنوبي ، ومبدئيا وحتى قبل الإعلان عنه ، شعب الجنوب أيضا قد قال رأيه فيه ، أنه يرفضه جملة وتفصيلا ،وذلك من خلال مليونياته التي سبقت في تأييده للانتقالي الجنوبي ، و أنه هو الذي يمثله ، وأيضا من خلال رفضه المسبق لما يسمى بالشرعية ، وعدم الأعتراف بها ، بل أنه يتخذها عدوة له ، فكيف بمكون جاء بتأسيس منها وبدعمها، ومشكل من أعضائها ! وتدعي أنه يمثلها ! ، حتى وأن اشتمل اسمه على لفظ جنوبي ، بل أن أقدامها على مثل هذا العمل ، قد زاد الشارع الجنوبي ، عداءا لها فوق ما يكنه لها من عداء ، بسبب محاولتها التعطيل عن مشروع نضاله ، وسرقة تمثيل أرادته كذبا وزيفا .
إعلان مكونهم هذا ، الذي فيه أجتمعت كل أحزاب الشمال ، وتحت رعاية على محسن الأحمر ، الملتزم بحوارات ومخرجات صنعاء ، لا يعني هذا غير أن الجنوبيين المتواجدين في الشرعية ، قد تخلوا عن جنوبيتهم نهائيا ، ويكون ذلك رصيد أضافي إلى رصيد فسادهم وعبثهم في حاجات وخدمات أبناء الجنوب ، ومثلما سرقوا الضوء من عيونهم ، واللقمة من أفواههم ، والسكينة من صدورهم ، هاهم يحاولون سرقة جنوبية أبناء الجنوب ، ليهدوها مجددا إلى الشمال ، بمكونهم المدعى ، ولكن لن ينالوا ذلك ، ومثلما فشلوا من سابق ، سيكون مصيرهم ذل وأهانة وفشل وخزي .