السبت - 22 أكتوبر 2022 - الساعة 10:38 م
العمليات الارهابية المتخذة للجنوب موطئ قدم لها وتنفيذ عملياتها الاجرامية لن تتوقف الا متى ما تم دفن مشروع فتوى التكفير التي شرعت لقتل شعب الجنوب وقيادته وكوادره تحت حجج وذرائع واهية ما انزل الله بها من سلطان ، الفتوى التي دشن حملة العمل بها بفتح المعاهد التاهيلية لحملة فكر الفتوى العدائية المشحونة بالحقد الدفين والكراهية المطلقة للجنوب ارض وانسان وهوية وتاريخ ، حتى وصل الامر الى اختلاق القصص والاوهام من الخيال لتعزيز مكانة حملة فكر التدين المغلف بالسياسة ولتثبيت مشروعية فتواهم التكفيرية ، وعبر تحركات الترشيد الديني لهم في منأهل العلم ودور العبادة ليعكسون عبرها الصورة المظللة والخاطئة لتحقيق هدفهم وغرس ثقافة عدائية بذهنية جيل النشئ ، ورسم صورة ذهنية تسيئ لمكانة وثقافة وتطور ، واصالة ورقي وعراقة تاريخ دولة المؤسسات، والنظام ، والقانون في محاولات يائسة لطمس هويتها ، وتاريخها العريق المشهود ، والقضاء على كل ما يذكر في الاذهان بانه كانت لدينا دولة نموذجية في الحكم ضاربة بجذور تاريخها وهويتها وحكمها الرشيد وعدالتها الاجتماعية في اعماق الارض .
تلك الفتوى السياسية التي شكلت نواة تشريع لنهب الارض والثروة والتدمير لمقومات ومؤسسات الدولة ، والضم والالحاق، والاقصاء والتهميش الممنهج للكوادر ، ورموز دولة الجنوب التي وجدت نفسها بين لحظة غمضة عين وانتباهتها في دهاليز وضع (خليك في البيت) وهو الواقع المعاش ، ولم تكن قصص خيالية نتصنعها ونؤلفها ، والكل يعرف قصص مصير طيارين وقيادة ورموز وطن ولن يغيب عن اذهان شعب الجنوب ذلك الواقع المأساوي المرير والعبث والاحتواء الذي لم تشهده اي دولة تعرضت للاحتلال على مدى التاريخ ومدى العصور المختلفة .
وامام اعصار ابتهاج عصابة الفاتحين القادمين من قصور الامامة ومن وحي الواقع الماساوي المفروض على شعب الجنوب تشكلت في اذهان الشعب الجنوبي ثقافة الرفض لنتائج الواقع وانطلق احرار الشعب صوب تاسيس اللبنات الاولى للمقاومة والبدء بمرحلة النضال الجنوبي السلمي لمناهضة واقع مخلفات الغزو ونتائج فتوى الاجتياح حتى توسعت حركة الشعب الجنوبي الثائر لتخرج كالطوفان الهائج تجول ميادين العزة وساحات النضال تطلعا للحرية ونيل العزة واستعادة الكرامة والانتصار للحق المغتصب ، خرجوا الى الشارع متجاوزين كافة الحواجز والقيود ، يدوسون باقدامهم ساحات الحرية غير ابهين بما كان يصنعه المغتصبين من اسوار وحواجز ، يجددون العهد لشهدائهم الذين كانوا يتسابقون للوصول الى ساحات الحرية فيسقطون شهداء ، تسلحوا بسلاح الثبات على القيم والمبادئ مواجهين بصدورهم العارية الات القمع والقتل والتهديد والوعيد والاعتقال والاغتيال والمصادرة للحريات والابعاد من الوظيفة العامة ، ولان ارادتهم منطلقة من ايمانهم بانهم اصحاب حق فانتصروا على ارادة جبروت وامكانيات المغتصب لذلك الحق ، وبالارادة الحاملة لمشروع الحق تصدى الشعب الجنوبي الهائج لكافة المشاريع والحلول المنتقصة لقضية شعب الجنوب وعبر عن مواقفها في اكثر من ثمانية عشرة مليونية نظمت في العاصمة عدن حتى ولادة الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي.
لقد ان الاوان للشعب الجنوبي على كامل تراب ارض وطنه الممتدة من المهرة شرقا الى باب المندب غربا ان يستفيق ويستوعب وينهض للوقوف مع سهام الشرق لمواجهة مشروع الفتوى وتجفيف منابع الارهاب وتطهير كل شبر من ارض الجنوب من تلك الفلول والادوات الاحتلالية المرتبطة بعصابات النهب لخيرات وثروات الجنوب، وانه لا سبيل للانتصار لاحلام الشهداء واستتباب الامن الا بالقضاء على تلك العصابات المارقة التي باتت ترتكب جرائمها وتمارس القتل وفقا لفتوى اسيادها التي يبست السنتهم والتزموا الصمت تجاه ماترتكبه مليشيات الحوثي من جرائم لاكثر من ثمان سنوات في مناطق سيطرته..