الإثنين - 10 أبريل 2023 - الساعة 02:38 ص
لم يحصل في تاريخ البشرية كلها أن يطلب من شعب محتل بأن يبقى تحت الاحتلال أم ينال الاستقلال.
أتمنى أن لا يكن ما سمعنا من تسريبات بخصوص موقف بعض الجهات من قضية شعب الجنوب العادلة يتجسد بهذا العنوان السوريالي . ولذلك لا أعتقد أن يحصل مثل هذا الطرح ولاسيما في أرض الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وأن حصلت تمتمات به من هنا وهناك فأظن ذلك من باب المداعبة والمزاح.
ولكي نثبت منطقية فرضيتنا المتواضعة دعونا نختزل قضية الجنوب مع الاحتلال اليمني بقضية رجل قبلي أحتل بيت جاره وأزاحه من غرفة نومه بالقوة وبفعل ذلك انفجر الوضع بين الطرفين وامتد خطر هذا النزاع إلى مفاصل القرية وحافاتها ؛ الأمر الذي سيجعل أهل القرية وحكمائها يبادرون لحل القضية قبل أن يعم البلى منازل الكل وبدون أدنى شك ومهما بلغ الظلم مداه سيكون الحكم كالآتي:
١- أما أن ينصفوا صاحب الدار ويعم السلام الجميع.
٢- أو أن يتخاذلوا عن الحق فيعم الانهيار الجميع .
٣- أو أن ينقسموا بين الطرفين فينفجر الوضع بالجميع .
وهنا ستكون القضية قد حسمت بأحدى الحلول الثلاثة ؛ أما أن ينتصر أهل القرية للمحتل ويضحوا بأغلى ما يملكون من أجل بقائه مستمتعا في العبث بكرامة غرفة نوم جاره فهذا من سابع المستحيلات وأن حصل ذلك فعلى الدنيا السلام .
وإذا ما أسقطنا ذلك على قضية شعب الجنوب العادلة فإن شعب الجنوب سيجد نفسه أمام ثلاثة خيارات لمواجهة السيناريوهات الثلاثة الآتية :
١- إذا تم إنصاف الشعب الجنوبي في حل قضيته باستعادة دولته المستقلة وفقا والآلية الضامنة لذلك فلن يكن شعب الجنوب إلا خير عون وعامل من عوامل استقرار المنطقة والاقليم والسند الحصين لحماية الأمن والسلم الدوليين كما كان قبل الوحدة وكما اثبت وجوده كشريك عربي وإقليمي ودولي فاعل في محاربة الإرهاب بكل أشكاله خلال فترتي الثورة السلمية والمقاوماتية .
٢- أما إذا تم مراوغة شعب الجنوب في حل قضيته العادلة بأي شكل من الأشكال المخاتلة التي قد تؤدي إلى مسخ القضية فلن يتعامل شعب الجنوب مع نتاجات أي توافقات مسلوبة قد يتم التوافق عليها مهما كانت العواقب .
٣- وفي حالة أن يجبر شعب الجنوب الثائر على اي خيار يلغي حقه السيادي فلن يكن أمامه سوى التمسك بحقه المشروع الذي كفلته نواميس السماء والأرض في التصدي بكل أشكال النضال المشروعة حتى ينال حقه السيادي مهما كلفه ذلك من تضحيات.
هذه هي الخيارات الثلاثة أمام شعب الجنوب الثائر تجاه السيناريوهات الثلاثة ولا مفر منها لأن أي خيار آخر لن تكن نتائجه إلا وبالا على شعب الجنوب الثائر أولا ثم على كل من يضمر سوءا لقضية شعب الجنوب العادلة وطالما الأمر كذلك والتضحية واردة لا محالة فالأفضل لشعب الجنوب أن تستمر التضحية على طريق استعادة الحق السيادي للجنوب أهون من التضحية على أمور ثانوية لا تؤدي إلى حل قضية شعب الجنوب العادلة ولا تحقق في الوقت ذاته استقرارا للمنطقة والأقليم والعالم
وهو الأمر الذي ينبغي أن يؤخذه حلفاؤنا في التحالف بقيادة المملكة الشقيقة ودولة الإمارات الشقيقة وكلنا أمل في الحكمة العربية لأن استقرار الخليج مرهون باستقرار الجنوب ولنا في وضع الجنوب قبل الوحدة وبعدها خير دليل فعندما كان الجنوب دولة قبل الوحدة كانت خير ضامن للأمن والسلم الدوليين بما فيه أمن وسلامة الخليج والمنطقة والأقليم بشكل عام وعندما تم التغاضي على أنهيارها بعد الوحدة المشؤومة أنهار الأمن والسلم الدوليين وكانت الخليج والمنطقة والأقليم والمصالح العالمية الخاسر الأكبر .
وانطلاقا من كل ذلك فأجزم بأن التعامل مع قضية شعب الجنوب من قبل القوى الدولية الفاعلة هو المقياس الحقيقي لمستقبل المنطقة فإذا ما أريد للخليج والمنطقة والأقليم ومصالح الدول الكبرى الاستقرار والأمن والسلام فسيتم التوافق على استعادة الدولة الجنوبية ليس اقتناعا بعدالة قضية الشعب الجنوبي فقط بل لضمان استقرار الخليج والمنطقة والأقليم والعالم كما كان الوضع قبل الوحدة.
أما إذا كان يراد للخليج والمنطقة والأقليم وللمصالح الدولية عدم الاستقرار فبكل سهولة ستعمل القوى الفاعلة على عدم استقرار الجنوب من خلال تأخير استعادة الدولة الجنوبية الضامن الرئيس للأمن والسلم الدوليين كما كان الحال قبل الوحدة حتى يتمكنوا من العبث والبعثرة بالخليج والمنطقة والأقليم
علما بأن تأخير استعادة دولة الجنوب إذا ما حصل يدل على أن الأمور مطولة وأن الصراع سيطول مع تغيير قواعد اللعبة بأساليب وأشكال أكثر خطورة وهذا ما ينبغي أن تؤخذه دول التحالف ودول المنطقة والأقليم بعين الاعتبار .
أما شعب الجنوب الثائر بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي فقد حدد مصيره باختياره للغة المقاومة بكل أشكالها السلمية والدفاعية ودفع الثمن غاليا وسيستمر حتى استعادة دولته المنشودة وسيستعيدها حتما بإذن الله لأن قضايا الشعوب لا تقهر فقوتها من قوة الله عزاء وجل ولنا في كل نضالات الشعوب المحتلة منذ الأزل خير دليل.