كتابات وآراء


الأربعاء - 23 أغسطس 2023 - الساعة 01:00 م

كُتب بواسطة : سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب



إن الحصار على الجنوب فاق حصار كفار قريش بشعاب مكة على أمة محمد لايمانهم بالحق والتمسك به لانقاذ امة من الضلال والإذلال من عبادة البشر الى عبادة الله الواحد الأحد لاكرام الانسان ورفعه، وما أشبه ذلك على الحصار الجائر للجنوب بجزيرة العرب لمطالبته باستعادة دولته المسلوبة من قبل طغاة الدجل والقبلية العنصرية المقيته التي جعلت البشر عبيدا وعبادا لمشائخ الجهل.. اجتمع أباجهل فيهما بجهله، وابا لهب باحتقاره وجوره، فتبت ايديهما في صنعاء ومكة.
توافقت قوى الضلال في غيها وجورها لبني البشر ماضيا وحاضرا بجزيرة العرب.. فهل هي وصية قوى الضلال والاستعباد لاحفادها وجوب العمل بها؟! ويكأنه كذلك..! حقد دفين، ووراثة تأصلت مغروسة بالجينات فيهم قد خلقت ، بالعصور تتجدد بنفس البنود منذ أن تعاهد كفار قريش على جرم التجويع لاخضاعهم لعبادة الاصنام ولابو رغاد الأرجم، لاخراجهم عن دين الحق الذي آمنوا به وأعتنقوه.إنه حق، عالم فاقد للعقيدة و النظام.



عالم تعانق مع عالمنا بأذاه ومعاناة أبناء الجنوب ومايلاقونه من حصار جائر، للرجوع عن الحق بمطالبته باستعادة الدولة والهوية وماسلبوه، ووقف استنزاف ثرواتهم.
ماأشبه سياسة كفار قريش بالتنكيل والتعذيب والقتل والظلم بالمسلمين للرجوع عن الحق، وعندما رأوا فشلهم اجتمعوا على ان يتعاهدوا بحصار المسلمين بشعب من شعاب مكة وتعاهدوا على مقاطعة عشيرة النبي محمدا عليه الصلاة والسلام، فلا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم ولا يبيعونهم شيئا ولا يبتاعون منهم، وعلقوا تلك المعاهدة في جوف الكعبة وظل الحصار لثلاث سنوات، فأكلوا اوراق الشجر الى أن أشفق عليهم بعض أشراف مكة لفك الحصار عنهم.

إلا أن بالجنوب كان أشد قسوة من قبل أحفاد أبا لهب والاسود العنسي ، حيث مورس القتل الغادر وتصفية كوادرها بفتاو ما مست الدين في شئ غير الاساءة له، بالتكفير مرة وبالالحاد مرة اخرى وبالفتن والمكونات لتفرق تسد، وعندما رأوا ان جميع محاولاتهم لم تعطي النتائج المرجوة، لجأوا الى الحرب التدميرية الشاملة التي استخدموا فيها شتى الاسلحة بأيديهم فتكا وحقدا وعنصرية في عامي 1994 و2015 لم يراعى فيها حرمة.. ثم لجأوا الى الحصار بسياسة التجويع الممنهجة، بعدم صرف الرواتب والعلاوات وبوقف التعيينات، ولرفع الاسعار والمتاجرة بالصحة والتعليم ولمناحي جوانب الحياة الضرورية من مياه وكهرباء واتصالات وصرف صحي حتى مات الكثير من الأمراض نتيجة عدم قدرته على العلاج أو حتى الوقاية منها.. وبالانتحار.. انتشرت خلالها الجرائم نتيجة غزوهم لفئة الشباب لاصطيادهم بالاغراءات مستغلين بذلك تردي المعيشة والحاجة نتيجة للحصار الجائر والذي ادى الى اليأس والاحباط وذلك لتعاطيهم للمخدرات لتدميرهم.. حصار اشد وقعا من حصار كفار قريش، خلت منها الشفقة منذ تسع سنوات زادت المعاناة، و لم تكتفي بفئة معينة وانما شملت جميع شرائح المجتمع بدون استثناء.
إن الأوضاع نتيجة الحصار على الجنوب يزداد سوءا من خلال محاولة تمزيق نسيج المجتمع، وغسيل العقول وبالتالي لاضعاف التفكير على شل التحليل للاحداث وإبعاده عن قضيته الأم باستعادة دولته وهويته.



فلو تمعنا النظر في ما تعاهد عليه كفار قريش في مسألة الزواج: فلا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم.. فهذا احد البنود في المعاهدة وهو يتفق مع عقيدتهم الوثنية، بينما الشيعة يؤمنون بعقيدة التقية وهي واجبة عندهم مع من يخالفهم ويقصدون بذلك أهل السنة، وهي ضرورية وتركها كفرا، ولذا تم دفعهم من جميع محافظاتهم الى الجنوب واغروهم بالمال للزواج بالنساء الجنوبيات لغرض تغيير التركيبة السكانية والعمل على جعل زوجاتهم جزء منهم وأدواتا عند الحاجة لاقناع من يعرفن لاخذ الاصوات عند التصويت لصالحهم في حالة الاستفتاء لاستعادة الدولة الجنوبية بين الجنوبيين، فالتزاوج لم يكن لغرض الزواج بقدر ما هو لغاية ولعقيدة يؤمنون بها.



تشابه كبير وتقارب في الاهداف واحدة وذلك لقلب الموازين والرجوع عن ما يؤمنون به اهل الحق فيما يجب اتباعه والدفاع عنه حفاظا لكرامة الإنسان في دينه وعرضه وماله وسلوكه وتعامله ووطنه.



أتفق الأعداء برغم خلافاتهم الا انهم سرعان مايتحدوا على ما اتفق عليه، ولذا فالكذب والخداع والنصب والاحتيال.. أدوات ووسائل في اطماعهم على الجنوب، وعليك ان ترجع الى تصريحات الحوثة في سابق عهدهم باعطاء الجنوب دولتهم وفيما يقولونه اليوم من وعيد وتهديد للانفصاليين كما يدعون وهكذا هم الروافض وهكذا هي اليمن في نقضها للمعاهدات والمواثيق طوال العصور .


إن معركة الجنوب مع اليمن ، معركة مصير واستقلال، واستعادة دولة وهوية.. بينما معركة اليمن مع الجنوب معركة احتلال وتسلط، ونهب وتغيير للدين والمذهب، ومناطقية مقيتة، وقبلية جاهلية.وماتلك العبارة التي تناقلتها جميع مواقع التواصل الا غيض من فيض:عدن وإن تحولت الى فرن من جير لن تكون القدس ولا رام الله، بل عاصمة مؤقتة، ومواردها سيادية لكل اليمن. ولاشك انها تحمل كثير من الايحاءات الدونية، فذكر القدس ورام الله لم تأتي من فراغ وانما بما تخفيه الصدور ومايحاك لعاصمة الجنوب عدن وبالتالي على الجنوب أعم وأشمل.. فهي تعكس الضوء الاخضر فيما اجتمع عليه القوم وعزموا عليه وان وجد الخلاف فهو ثانوي. وتعتبر العبارة بحد ذاتها تغير خطير في التخاطب مما يدل ان هناك شئ قادم نجهل خفاياه والتخوف منه.



امام الاحداث والتغييرات المتسارعة، حري على الجنوبيين المسارعة بجمع الكلمة وتحمل المسئوليّة تجاه الوطن ونبذ الخلافات جانبا لاستعادة الدولة والهوية اولا.
يبدو ان الاحداث سوف تصاحبنا صعودا وهبوطا.