كتابات وآراء


الأربعاء - 15 أغسطس 2018 - الساعة 12:52 م

كُتب بواسطة : ياسر اليافعي - ارشيف الكاتب


الحديث عن سلام شامل في اليمن، ومن خلال قراءة تاريخ اليمن الحديث بكل تعقيداته سواء في الشمال او الجنوب، حديث صعب وشائك وليس بالسهولة التي يتصورها البعض .

بذل المجتمع الإقليمي والدولي جهود بعد احداث 2011 لحل الازمة اليمنية، ولكن هذه الجهود افرزت حرب طاحنة مازالت مستمرة اعادت اليمن سنوات الى الخلف .

فشلت تلك الجهود لأنها لم تراعي المشاكل الحقيقة للبلد وطبيعة المجتمع اليمني، ولم تتعمق في خلفيات المشاكل لإيجاد حلول جذرية لها، بل تجاوزت التراكمات السابقة وهذا السبب الرئيسي في فشل مخرجات الحوار رغم الدعم الدولي والإقليمي لها .

لذلك ووفق وجهة نظري ان السلام الشامل والدائم في اليمن يحتاج الى إرادة حقيقة وتقديم تنازلات للبحث في التراكمات الكبيرة والتي ورثها اليمنيون نتيجة أخطاء محلية وإقليمية ودولية .

طريق السلام وفق رؤيتي التي طرحتها في ورشة عمل في الأردن بحضور ممثلين للأمم المتحدة تتلخص في الآتي :
- اذا اردنا إيجاد سلام شامل ودائم في اليمن لابد من العودة الى اصل المشاكل وفكفكة التراكمات لا القفز عليها، لأن ذلك سيؤدي الى مزيد من الحروب والصراعات والتاريخ الحديث يشهد .
- لا بد ان يستعيد الشعب شرعيته الحقيقة في الشمال والجنوب ومن اجل ذلك لا بد من تهيئة خطوات، أساسية تتمثل في اجراء حوار جنوبي جنوبي بإشراف اممي واقليمي، واخر شمالي شمالي بإشراف اممي واقليمي، وعلى مكتب المبعوث التهيئة لذلك .

- تهدف هذه الخطوة الى حلحلة المشاكل الداخلية في الشمال والجنوب، لا القفز عليها أي ان الجنوبيين يناقشون مشاكلهم ويتفقون على حلول لها، والشمالين كذلك .

- بعد هذا الحوار تنبثق حكومة محلية في الجنوب ومثلها في الشمال .

- مهمة هذه الحكومات الإقليمية والتي تشرف عليها حكومة مركزية مصغرة جداً، ان تهيء الشارع في الشمال والجنوب لانتخابات برلمانات محلية، حيث تجري انتخابات في الشمال لانتخاب من يمثلهم في مجلس النواب ومثلها في الجنوب .

- عقب الانتخابات يتم تشكيل لجان من الشمال والجنوب لبحث مسألة مستقبل اليمن والحل السياسي والدستور وغيرها، ومن ثم تعرض المخرجات على مجالس النواب لإقرارها او رفضها ..

بذلك تكون أي حلول مستقبلية هي حلول مشرعنة من قبل الشعب وبشكل مباشر وكل مواطن يجد نفسه ممثل وصوته مسموع .

عندها ستكون حلول سلام شاملة ودائمة تنقل اليمن شمالاً وجنوباً نحو المستقبل بكل آمان وحب .

غير كذا عبث في عبث واي حلول تنتج ستأجل المعارك او تنقلها الى مواقع أخرى ..

دعوا الشعوب تعبر عن ارادتها ليكون للسلام والتطور طريق سالك في هذا البلد الذي انهكته الحروب والصراعات السياسية.