يحتفل شعب الجنوب بالذكرى ال 60 لثورة ال 14 من أكتوبر الخالدة التي انطلقت شرارتها من قمم جبال ردفان الشماء في ال 14 من أكتوبر 1963م.
وتأتي هذه المناسبة الوطنية المجيدة وقد تحققت لشعبنا الجنوبي انتصارات تاريخية ومكاسب سياسية استراتيجية ودبلوماسية بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي؛ لتصل أهداف قضية شعب الجنوب إلى طاولات صناع القرار في العالم؛ لتحقيق تطلعات وأهداف أبناء شعب الجنوب المستمر بنضاله حتى تحقيق استقلاله الثاني واستعادة دولته الجنوبية الفيدرالية.
فكيف يحتفل الجنوبيون بالذكرى ال 60 لعيد 14 اكتوبر بعد الانتصارات التاريخية والمكاسب السياسية التي حققتها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مع صناع القرار بالعالم؟ وكيف تقرأ النخب الجنوبية المشهد السياسي والانتصارات التي تحققت وهل تعزز قضية شعب الجنوب في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة بكامل حدودها قبل عام 1990م؟ وما أجمل ما يميز هذا العيد الاكتوبري هذا العام ؟ وما تطلعات وآمال الجنوبيين بعد هذه المناسبة الوطنية الخالدة؟
للتسليط الضوء على هذه التساؤلات التقينا بنخب جنوبية وخرجنا بهذه الحصيلة:
-معنى الاستقلال والحرية
البداية من محافظة سقطرى مع د. أحمد محمد تربهي، عميد كلية المجتمع سقطرى، رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية في المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى م/سقطرى، فيقول:" تأتي احتفالات أبناء شعب الجنوب بذكرى 14 اكتوبر لتخلد في ذاكرتهم الجمعية معنى الاستقلال والحرية، وكونها تتزامن هذه المرة مع ما حققته القيادة السياسية من مكاسب سياسية ودبلوماسية على مستوى الداخل والخارج، فإن ذلك يعزز من ثقة الجماهير الجنوبية بقيادتها السياسية، ويؤكد على ضرورة وقوفهم إلى جانبها من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم جميعا".
-ابراز الاستحقاقات المشروعة
ومن محافظة الصمود الضالع يقول الدكتور حسين مثنى العاقل، عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي:" شعب الجنوب وقيادته السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي يتحتم عليهما التحضير الجيد شعبيًا وسياسيًا وعسكريًا؛ للتعبير عن مواقفهم النضالية وإصرارهما القاطع على حتمية استعادة دولة الجنوب المستقلة، وذلك للاحتفال المهيب بمناسبة الذكرى ال 60 لثورة 14 اكتوبر المجيدة، كما تستلزم هذه المناسبة أهمية ابراز الاستحقاقات المشروعة التي استطاع المجلس الانتقالي تحقيقها من مكاسب وانتصارات تاريخية محلياً وإقليميُا ودوليًا، وخصوصا بلوغه أعلى درجات النجاحات السياسية في ايصال أهداف قضية شعبنا الجنوبي العادلة إلى طاولة صناع القرار الدولي في هيئة مجلس الأمن الدولي".
-إرادة وايمان مطلق
ومن عاصمة السلام والأمان عدن، تقول الأستاذة منى علي أحمد (ضياء الهاشمي)، نائب رئيس الدائرة السياسية في الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي :" تحل على شعبنا الذكرى ال 60 لثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م وهو مازال في أوج معركته ونضاله لنيله الاستقلال الثاني والتي تُعد امتداد من الأبناء والاحفاد لثورة اجدادهم واباءهم في نيل حريته واستقلاله فهذا هو الشعب الجنوبي منذ القدم لا يرتضي ولا يقبل التبعية ولا الخنوع لغازي محتل، ولنا في ثورة 14 أكتوبر والتي تفجرت من جبال ردفان الشامخة واعلنتها مدوية بان لا بقاء لمحتل على أرض الجنوب فتداعت لها كل شبر من أرض الجنوب. اليوم وبعد 60 عام وقد خاض شعبي حربان عسكريان وقبلهما قتلاً وتعزيرًا وتهميشًا واقصاء بعد ان رفض شعبي الاستمرار في ان يظل تحت حكم طاغي حكم على كل من يعارض سياسته الاحتلالية بالإعدام أو الاقصاء والتهميش، واليوم بعد كل هذه النضالات والتضحيات الجسام تكلل بقيادة تمضي قدما لتحقيق الاستقلال الثاني فلا معركة عسكرية تدخلها إلا وانتصرت بفضل الله ثم بفضل حنكة ورباطة جأش قيادته وقواته فلا حوثي ولا إخواني ولا قاعدي استطاع ان ينال من إرادة وهدف شعب الجنوب والذي بفضل هذه الإرادة والايمان المطلق بعدالة قضية شعب الجنوب شدت الرحال قيادتنا السياسية إلى عواصم صناع القرار في العالم همها الأكبر أن توصل قضية شعب الجنوب وتقول للعالم أجمع نحن على الأرض والبحر والجو فلا سلام مع من يهدد مصالح العالم مهددًا أمن وسلامة الممرات البحرية التي تمر عبرها مصادر الطاقة إلا بالاعتراف بمن يكفل لكم ذلك رغم شحة الدعم إلا اننا لها ورجالها. وأخيرًا ثورة 14 أكتوبر كانت ومازالت في ذاكرة ومخيلة كل أبناء الجنوب بأنها ثورة تحررية هدفت إلى طرد المستعمر البريطاني، ومن ثم أُسست دولة جنوبية واحدة تضم الجميع في إطار مؤسسة الدولة المركزية".
-زخم جماهيري متصاعد
بينما من محافظة المهرة الناشط السياسي والباحث الجنوبي الأستاذ خليل عبود عبودان، يقول :" تشهد محافظات الجنوب زخماً جماهيرياً متصاعداً احتفالاً بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر في ظل محصلة مكاسب تراكمية على الصعيد السياسي والعسكري حققها المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل شعب الجنوب وحامل قضيته السياسية وأبرزها تحركات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي التي نجحت في كسر طوق العزلة التي كانت مفروضة على شعب الجنوب في المحافل الدولية الأمر الذي عزز يقين الجنوبيين الراسخ بانتصار مشروعهم في مواجهة الحرب المعلنة والمستترة التي تشنها قوى الهيمنة الشمالية المرتبطة ببعض الأجندات الإقليمية الهدامة".
-حكمة الرئيس عيدروس
وللتعرف على قراءة النخب الجنوبية للمشهد السياسي والانتصارات التي تحققت ومدى تعزيزها لأهداف قضية شعب الجنوب في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة بكامل حدودها قبل عام 1990م، التقينا من محافظة الأصالة والكرم شبوة بالأستاذ عمر محمد صالح بامخشب، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية الطلح محافظة شبوة، وتحدث قائلاً:" منذ تحرير الجنوب من الحوثيين في 2015م، كل ما تحقق يُعد في صالح قضية الجنوب وتعزيز موقف الجنوبيين على الأرض، حيث أدت انتصارات الجنوبيين في 2015م إلى تأسيس كيان سياسي يحمل قضية شعب الجنوب ويعزز من حضورهم سياسياً، ويوحد جهودهم نحو الاستحقاقات القادمة، وكان لهم ذلك، حيث وصلوا إلى تحقيق شراكة نوعا ما على مستوى السلطات العليا، ويعملون على تحقيق طموحات الشعب خطوة خطوة، حتى الوصول إلى الهدف الأسمى وهو الاستقلال وقيام دولة جنوبية فدرالية حديثة تضمن حقوق الجميع، ونحن على ثقة أن حكمة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي حفظه الله، تقودنا إلى مزيد من الاصطفاف الجنوبي، وتعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية وجعل الجنوب يتسع للجميع ولكل وبكل أبنائه".
-وضع أفضل لبناء الدولة
وتتحدث الأستاذة ورده النقيب، عضو المجلس الاستشاري الجنوبي من محافظة العلم والحضارة حضرموت، قائلة :" المشهد السياسي رمادي في ظل تشعب المشاريع الإقليمية والدولية، ولكن نضع خط فاصل بين القضية اليمنية التي لها رونق خاص بها، وقضية شعب الجنوب سياسيًا وهي تملك جذور تاريخية كدولة وشعب وهويته وجو سياسي. ومع الانتصارات التي تحققت في الجانب العسكري والسياسي أصبح الجنوب في وضع أفضل من سنوات النضال السلمي التحرري واستفاد من حرب عام 2015م، نحن في وضع أفضل لبناء الدولة الجنوبية المستقلة وعلينا تكريس التسوية السياسية في إطار الحل النهائي كطرف أساسي بعيد عن الشرعية وكحق جنوبي يمثل قضية الجنوب بمفهومها التحرري والاستقلالي إن الانتصارات العسكرية للجيش الجنوبي يتطلب انتصار سياسيًا في حوار القادم وهو الأهم، وعلينا التركيز في طرح قضية الجنوب في الطاولات الدولية بطريقة قوية، هنا يكتمل نجاح الطرف المفاوض الجنوبي لاستكمال النصر الجنوبي".
-أهمية الحوار الجنوبي
لكشف أجمل ما يميز هذا العيد الاكتوبري في ذكراه ال 60 هذا العام، تقول الأستاذة ورده:" أجمل شيء وهو الأهم اللقاء التشاوري الجنوبي الذي يخدم الجنوب في تعزيز الجبهة الداخلية وعدم ترك أي ثغرة للعدو أن يتسلل من خلالها في تفريق الصف الجنوبي، أننا نفتخر بثورة 14 أكتوبر وهي تملك ميراث كبير للجنوب، وعلينا السير قدمًا نحو انتصار الثورة الجنوبية الثانية بنفس الروح النضالية الأكتوبرية، ومن هذا المنطلق على القيادة السياسية الجنوبية أن تجعل من أكتوبر 1963م نبراس لكل جنوبي ورص لصفوف وتثبت التصالح والتسامح الجنوبي، وهو الأهم والمهم في الانتصار الجنوبي القادم بادن الله".
-وصول قضية إلى الأمم المتحدة
ويضيف الأستاذ بامخشب:" إن أجمل ما يميز هذه الذكرى لثورة 14 من أكتوبر لهذا العام هو وصول قضية شعب الجنوب ومناقشتها داخل اروقة مقر الأمم المتحدة، وذلك بعد نجاح الجنوبيين بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي وذهابه على رأس وفد رفيع المستوى من كوادر المجلس الانتقالي الجنوبي، وعقد لقاءات مع الكثير من المؤسسات والجهات الفاعلة في الأمم المتحدة، مما يلفت النظر إلى قضية شعب الجنوب في اوساط الشعب الأمريكي، وأيضا إيصالها إلى مختلف دول العالم، التي حضرت لانعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة".
-ثمرات التضحية
وعن تطلعات وأمال الجنوبيين بعد هذه المناسبة الوطنية الخالدة يتحدث د. حسين العاقل قائلاً :" كبيرة وعظيمة هي الآمال والتطلعات السياسية التي يتأهب شعبنا الجنوبي لجني ثمرات تضحياته الجسيمة، التي يحق له اليوم أن يتوج بها استقلاله الثاني بانتزاع سيادته القانونية من هيمنة واستبداد قوى الاحتلال والطغيان".
-تحقق اهداف الثورة
بينما د. أحمد التربهي يقول :" لعل أهم ما يتطلع إليه أبناء الجنوب مع كل عام تحل فيه ذكرى 14 اكتوبر هو أن تتحقق أهداف ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة، والتي قامت من أجلها وضحى في سبيلها أبناء الجنوب البواسل، الذين وقفوا في وجه الطغيان، حاملين مشاعل الحرية في وجه الظلم والجهل والاستبداد، ساعين من أجل الكرامة والانعتاق".
-القادم أفضل
وتتحدث الأستاذة منى (ضياء) :" الاحتفال بثورة 14 أكتوبر هذه السنة فيه الكثير من الأمل بان القادم سيكون أفضل، فهناك جنود مجهولة عملت وتعمل لتحقيق آمال وتطلعات كنا نراها بعيدة فأصبحت حقيقة ومازال العمل جاري، وبإذن الله سيتحقق هدفنا وهذا ما عاهدتنا عليه القيادة وفاءًا لدماء شهداءنا. وكجنوبيين نتطلع بان يعم السلام قاطبة وان ينعم وطني في حقه الشرعي في فك الارتباط واستعادة دولته سلميًا بما تقتضيه عدالة قضيته، والحالة الكارثية المأساوية التي يعيشها المواطن الجنوبي أن تتحسن الأوضاع للأفضل، ونتطلع ان يدرك صناع القرار واحرار العالم ان شعب الجنوب صبور فقد صبر على بريطانيا العظمى 128 عاماً وهي لم تمارس ما مارسته قوى صنعاء مجتمعة وحروبها العسكرية والخدماتية وسياسة التجويع والاذلال والتي توصف بانها حرب إبادة بحق شعب الجنوب ومع ذلك تفجرت براكين الثورة وانتفض الثوار، واليوم قواتنا المسلحة تعد العدة لحماية ارض تخضبت بالدماء الطهارة لخيرة رجاله وشبابه وغير مستعدين لتنكيس علم رفعناه ودفعنا لأجل جماجم واجساد الشجعان. فالجنوب اليوم أمام مفترق طريق إما جنوب قوي وصمام امان للمنطقة والعالم تحت راية الدولة الجنوبية وقواته الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي كحليف صادق حاميًا ومدافعًا برًا وبحرًا وجوًا، أو جنوب فارسي قاعدي داعشي فلا أمن ولا استقرار لا للمنطقة ولا للعالم أجمع".
-عزيمة ونضال
بدوره الأستاذ خليل يضيف :" يستمد شعب الجنوب اليوم من روح أكتوبر المجيد العزيمة؛ لمواصلة مسيرة نضاله؛ لتحقيق أهداف المشروع الوطني الجنوبي المعبر عن تطلعات شعب الجنوب المتمثلة في استعادة دولة الجنوب وبناء مقومات منظومة حكمها الفيدرالية بما يكفل للإنسان الجنوبي حريته وحقوقه والعيش الكريم معتمدا على نفسه وبالاستفادة من ثرواته؛ لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة".