4 مايو/ تقرير-رامي الردفاني
منذ اجتياح الجنوب صيف 1994م من قبل قوات الاحتلال اليمني والشعب يعاني الويلات بداءً من نهب المؤسسات العامة والقضاء عليها وتسريح العاملين والمدنيين والعسكريين والإقصاء والتهميش للكوادر ونهب الثروات والخيرات وتكريس سياسة الفيد وانتهاء بالفساد الإداري والمالي وحرب الخدمات وانهيار العملة المحلية ونهج سياسة التركيع والتجويع ، إلا أن الشعب الجنوبي كان صابرًا مرابطًا ومناضلًا حتى نفذ الصبر على أيدي العسكريين المتقاعدين الذين أشعلوا ثورة الجياع من خلال اعتصاماتهم وانبلاج ثورة الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م ليشكل بداية الانطلاقة نحو تحقيق المطالب الحقوقية والقضية الجنوبية واستعادة الدولة الجنوبية وتواصلت مسيرة الثورة والدفاع عن الأرض والعرض وازدادت ذروتها على أيدي المقاومة الجنوبية عند اجتياح العاصمة عدن من قبل مليشيات الحوثي في العام 2015م فبات الجنوبيون يصارعون كل أصناف الاحتلال والإرهاب على مختلف الجبهات .
" إعلان عدن التاريخي"
يعدُّ إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م، ومن ثم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الحادي عشر من الشهر والعام ذاته برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي نقطة تحول محورية لشعب الجنوب ومرحلة مفصلية من مراحل نضاله نحو تحقيق تطلعاته في استعادة دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
" نضال مستميت للمجلس الانتقالي"
تمدد المجلس الانتقالي في كافة محافظات الجنوب وكسب شعبية واسعة ونفذ إنصاره المليونيات والمسيرات والعصيان المدني وكل أصناف التعبير الرافض للاحتلال اليمني والدفاع عن الجنوب والسعي نحو تحقيق الهدف المنشود في الحرية والاستقلال وقام الدولة الجنوبية على حدود عام 1990م فحملت القيادة السياسية على عاتقها الوصول بالقضية الجنوبية للمحافل العربية والدولية فكان لها ما أرادت.
" الإدارة الذاتية حدث تحول في مسار القضية الجنوبية"
وفي تاريخ 26 أبريل 2020م .. أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً ندد بالمؤامرة على القضية الجنوبية ومعلناً الإدارة الذاتية وفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء محافظات الجنوب، ودعا الجماهير للالتفاف حول القيادة السياسية الجنوبية، وبدأ المجلس الانتقالي بتنفيذ إعلانه عن الإدارة الذاتية في مقر البنك المركزي في عدن، وتولى السيطرة على مداخل البنك الخارجية ، بينما بقي الأمر على حاله تقريباً في المدينة، وبدا الأمر كما لو أن المجلس الانتقالي أعلن السيطرة على الأرض .
" مخاوف "
أثار إعلان الإدارة الذاتية الجنوبية مخاوف الأعداء من السيطرة كاملة على الجنوب وطردهم فثارت ثائرتهم ضده إعلاميا بعدها تم اتفاق الرياض الذي شارك فيه الانتقالي القشة التي قصمت ظهر البعير ، ولكن الانتقالي اعتبر ذلك انتصارا سياسياً في ذلك الوقت للحصول على المناصفة في الحكومة وأيضًا لإيصال قضيته شعبه للدولية ليكون شريك فاعل في الحكم ، إلا أن المؤامرات استمرت وتكالبت عناصر الإحتلال اليمني ( الحوثي ، القاعدة ، الإخوان) فكان حتمًا التصدي لهم ليصارع على كافة الصعد السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية.
" حوار جنوبي "
كي يضمن المجلس الانتقالي الاستغلال الأمثل لهذه الفرصة؛ شكل فرق لفتح قنوات تواصل مع الجماعات الجنوبية داخل الجنوب وخارجه، بهدف الاتفاق على “ميثاق وطني” يؤكد على مطلب استقلال الجنوب، ويضع الملامح الأولية لهذه الدولة المستقلة في محاولة المجلس الانتقالي انتهاج سياسة التقارب مع المكونات الجنوبية وحاجته إلى التقارب مع القوى الجنوبية الأخرى كي يحمي النسيج الاجتماعي من أي زعزعة يريد أعداء الجنوب اختلاقها ، وتوحيد الجبهة الجنوبية لتعزيز موقفه السياسي قبل تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للحكومة الشرعية اليمنية في أي مفاوضات سلام مستقبلية مع الحوثيين، وسيسمح له بالتفرغ لإدارة معاركه السياسية في محافظتي حضرموت والمهرة الشرقيتين ضد حزب الإصلاح، ورغبة غالبية القوى الجنوبية الأخرى برأب الصدع ونبذ الخلافات وبفرص منحها صوتًا في القرارات المتعلقة بأي اتفاق سلام أو تسوية سياسية، لذلك دعا المجلس الانتقالي الجنوبي كافة قوى الجنوب وكيانات الحراك السياسية إلى حوار موسع لتوحيد المكونات المتبينة للقضية الجنوبية، ووضع رؤية موحدة لمطالب الجنوبيين وتم توقيع كافة المكونات والقوى السياسية الجنوبية على ما سُميّ بـ”الميثاق الوطني الجنوبي” الذي توافقت عليه في ختام اللقاء التشاوري الحواري، وتضمن ”الميثاق الوطني الجنوبي” معظم تلك المطالب التي أقرتها كافة الفصائل الجنوبية المشاركة باللقاء ووقعت على الميثاق، رغم مقاطعة بعض المكونات الحراكية اللقاء التشاوري.
" تحركات سياسية "
مؤخرًا نجح المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بالوصول بالقضية الجنوبية للمحافل الدولية معتبرًا ان أية حلول للتسوية السياسية وإحلال السلام يجب أن تضع القضية الجنوبية في طليعة الحوار وأية اتفاق لا يتضمن القضية الجنوبية لايمثل الانتقالي ، فثبات القيادة عند هذه النقطة الساعية لتحقيق الهدف المنشود في قيام الدولة الجنوبية ومواقفها السياسية كانت محط اهتمام دولي مما أثار امتعاض الأعداء وإرباكهم .
" نجاح عسكري وأمني للمجلس الانتقالي الجنوبي"
إلى جانب التحركات السياسية فأن المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية الأمنية والعسكرية حققت
نجحا باهرا في القطاع العسكري والأمني في محافظة أبين خاصا والجنوب عاما وذلك بالتنسيق مع كافة القوات في المحافظة وعزز فيها عدة ألوية عسكرية نظامية بقيادة الرئيس الزُبيدي وبقية التشكيلات الأمنية والعسكرية الحكومية على قوامها منخرطة مؤخرًا في عمليات مشتركة مع القوات الجنوبية وذلك باستمرارها في حملة تطهير المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة المتواجدة في وادي عُميران وفي شبوة .
ويبذل المجلس الانتقالي جهودًا كبيرة لتأمين عدن والجنوب واستعادة دولته والدفاع ضد غطرسة وتهديدات الحوثي للمياه الإقليمية والممرات البحرية الجنوبية وسوف يكون له دور في حمايتها وذلك ما أكدة بيان المجلس الانتقالي الجنوبي بقوله: إن السلوكيات الإرهابية للحوثي يشكل تهديدا وخطرا على المواطنين في الجنوب والشمال وعلى الأمن الغذائي ويساهم في عرقلة حركة الملاحة الدولية وخطوط التجارة العالمية مسببا إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية ويفاقم معها الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي تعيش فيها بلادنا ، وأيضا مع تكشف حجم المؤامرات التي تثيرها القوى المعادية ضد الجنوب، فإنّ القيادة السياسية ترد على هذا الاستهداف بمزيد من الحسم الأمني، ذلك ما عكسه لقاء القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعية الوطنية الأستاذ علي الكثيري مع العميد محسن الوالي قائد قوات الحزام الأمني والذي أشاد من خلاله بمستوى الإنجاز والتطور الملحوظ في أداء قوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن والمحافظات المجاورة، ودورها الفعّال في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة، وحماية المنشآت الخدمية والحيوية بالعاصمة عدن، ومستوى الانضباط والجاهزية لدى منتسبيه، مما يؤكد أن هذه المتابعة الأمنية الحثيثة والدؤوبة هي تأكيد على يقظة وجاهزية أمنية جنوبية في مجابهة الاستهداف المثار ضد أمن الجنوب، التي ما أظهرت قوى الإرهاب اليمنية ومساعيها لإحداث حالة من الفوضى الأمنية عبر اختراق أمن الجنوب والمساس بسيادة مؤسساتها، ومحاولة تصدير الفوضى للجنوب مخطط ثابت ودائم الحضور في مختلف صنوف الفوضى التي تثيرها القوى المعادية، وتحديدا في العاصمة عدن المُدرجة على رأس أجندة الاستهداف لدى قوى الاحتلال اليمني وتنظيمه الإرهابي.
" مراقبون سياسيون جنوبيين المجلس الانتقالي هو المظلة الوحيدة لاستعادة الدولة الجنوبية"
ويرى مراقبون أنه منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عادة القضية الجنوبية للواجهة بعد معاناة طويلة من التهميش و الإقصاء في ظل ظروف سياسية معقدة رسمها الاحتلال اليمني بخلق مكونات جنوبية موالية للنظام اليمني الذي قوض القضية الجنوبية وأخر في حسمها .