اخبار وتقارير

الأحد - 10 مارس 2024 - الساعة 10:28 ص بتوقيت عدن ،،،

4مايو/خاص-استطلاع: مريم بارحمة




يُشكل يوم الثامن من مارس يوم تاريخي بالنسبة للمرأة ويحتفل العالم بهذا لتعزيز دور المرأة بالمجتمع ونيل حقوقها والحد من ما تتعرض له المرأة من عنف وتمييز وانتهاكات لحقوقها.

-اسهامات المرأة العظيمة

وبهذا اليوم العالمي البهيج هنأ الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي المرأة الجنوبية قائلاً:" يشكل يوم الثامن من مارس فرصة سانحة نعبر فيها عن فخرنا واعتزازنا بالأدوار والإسهامات العظيمة للمرأة في مختلف المجالات".
وأكد الرئيس القائد: أن المرأة الجنوبية كانت ولازالت رائدة التغيير على مستوى الأسرة والمجتمع في الجنوب في الماضي والحاضر، وشريكة الرجل في معركة تحرير الأرض وبناء الإنسان، فمنذ فجر الاستقلال الأول سطّرت حرائر الجنوب تاريخاً ناصعاً زاخراً بالتضحية والإنجاز والريادة، ليس على مستوى الجنوب فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي.

وعلى الرغم من كل التحديات التي تواجه المرأة الجنوبية لكنها صامدة تواصل نضالها حتى تحقق هدفها المنشود استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدودها قبل عام 1990م، وتنبني بكفاحها مستقبل أفضل لها ولمجتمعها.

وفي هذه الزاوية نسلط الأضواء على نساء جنوبيات نحتن بصماتهن بالمجتمع بأحرف من نور وتحدين كل الصعوبات ليرسموا أجمل ملامح النجاح والإبداع في حياتهن العلمية والعملية.
لمعرفة أهم المحطات المهمة في حياتهن وانجازاتهن، وابرز الصعوبات التي واجهتهن في طريق النجاح وكيف تغلبن عليها؟ وهل هناك مساواة بين المرأة والرجل بالجنوب في الوظيفة والحقوق وصولاً إلى مراكز صنع القرار؟ وهل نالت المرأة الجنوبية مكانتها ؟ وكافة حقوقها؟ وما تقيمهن لوضع المرأة الجنوبية اليوم؟ وما أمنياتهن وطموحتهن على المستوى الشخصي وعلى مستوى الجنوب؟

-ظروف صعبة وإرادة قوية

البداية مع الأكاديمية د . حفيظة صالح ناصر الشيخ، أستاذ مشارك جامعة عدن والقائم بأعمال الأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، من محافظة لحج- الحوطة، متزوجة.
وهي من نساء الجنوب اللاتي تتميزن بحب العلم والهدوء والنظام، درست د. حفيظة بشكل نظامي إلى الصف الثالث اعدادي فقط حيث اضطررت للخروج من المدرسة للعمل كمدرسة نظرا لظروف عائلية صعبة .. بعد ذلك بسنوات قدمت لامتحان الثانوية العامة وكنت حينها اعمل في إدارة محو الأمية وتعليم الكبار بمكتب التربية محافظة لحج ، بعد اجتياز الثانوية بالانتساب وبمعدل مشرف التحقت بمرحلة البكالوريوس في كلية التربية عدن قسم اللغة العربية .

-الانتقال إلى عدن

واضطرت د. حفيظة إلى نقل وضعها الوظيفي إلى مكتب التربية والتعليم بالعاصمة عدن حتى تتمكن من الدراسة والتدريس معا. تقول :" بعد تخرجي من كلية التربية تم تعييني معيدة في كلية التربية صبر وكانت ناشئة آنذاك، كنت من مؤسسي قسم اللغة العربية بالكلية، بعد سنوات من العمل كمعيدة ذهبت إلى المملكة الأردنية الهاشمية للبحث عن مقعد دراسي في إحدى جامعاتها، وبالفعل حصلت على مقعد في جامعة اليرموك - كلية الآداب قسم اللغة العربية .. درست في هذه الجامعة مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وبعد الانتهاء من الدكتوراه عدت لاستلام وظيفتي بكلية التربية صبر كأستاذة لمادتي الأدب العباسي والنثر الحديث"،

الألقاب العلمية

وتتحدث د. حفيظة عن حصولها على الألقاب العلمية قائلة:" تقدمت بالبحوث المطلوبة والمحكمة داخليا وخارجيا لنيل لقب استاذ مشارك .. تعينت رئيسا لقسم اللغة العربية في كلية التربية صبر ثم نائبا للعميد للشؤون الأكاديمية . وبعدها انتقلت إلى ديوان الجامعة للعمل نائبا لمدير مركز البحوث والدراسات لمدة عامين فقط انتقلت بعدها إلى صنعاء للعمل في اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم امين عام مساعد"، مضيفة:" وبعد الانقلاب على حكومة الشرعية انتقلت للعمل من العاصمة عدن كقائم بأعمال الأمين العام للجنة الوطنية .. كمعلمة وأستاذة أكاديمية عملت في كل المراحل الدراسية من الابتدائية مرورا بالإعدادية والثانوية والدبلوم والبكالوريوس والماجستير، وناقشت العديد من الرسائل العلمية في مجال الأدب والنقد القديم والحديث". وعن تميز طفولتها وحبها للعلم تقول د. حفيظة:" بطفولتي اقبلت على القراءة منذ سن الحادية عشرة تقريبا".

-صبر وتفاني

وتوضح د. حفيظة الصعوبات التي واجهتها في العمل قائلة :" تكمن الصعوبات في تأسيس اللجنة الوطنية اليمنية في عدن خلال مرحلة الخروج المباشر من الحرب وفي ظل عدم وجود الموازنة التشغيلية المناسبة، وعدم وجود الكادر الوظيفي؛ لأن اللجنة الوطنية كانت صنعانية بامتياز... ولا يفوتني هنا أن أشكر كل من حاول أن يقف معي ويشد على يدي من أجل النهوض باللجنة".

-اقصاء المرأة

وعن المساواة بين الجنسين تؤكد د. حفيظة بقولها:" يوجد شيء من المساواة بين المرأة والرجل على مستوى الوظيفة العامة، ولكن عندما تصل الأمور إلى الوظائف العليا أو مواقع صنع القرار يتم إقصاء المرأة إلا من كانت تمتلك الدعم السياسي أو القبلي أو المناطقي أو حتى الشللي ..هنا قله من هؤلاء الناس يتم تمكينهن من الوصول، ولكن بأعداد لا تكاد تذكر نسبة لأعداد الرجال".

-معايير حقوق المرأة الجنوبية

وعن مدى نيل المرأة الجنوبية لحقوقها تقوا د. حفيظة:" نالت المرأة الجنوبية حقوقها بشكل لافت في مرحلة ما قبل الوحدة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وتعليمياً وثقافياً. وأما ما بعد الوحدة فقد لاحظت وللأسف الشديد أن من تريد الوصول لايجب أن تعتمد على إمكاناتها وانما على علاقاتها بالأحزاب السياسية أو المناطقية أو القبلية أو الشللية معايير حصول المرأة على حقوقها، دون النظر إلى إمكانات أو كفاءات أو قدرات المرأة".

-وضع مؤلم

وترى د. حفيظة : أن وضع المرأة الجنوبية اليوم امتداد لوضعها بعد الوحدة .. لا يوجد اختلاف كبير .. وتلعب العلاقات بأنواعها التي أشرت إليها دوراً محورياً في تمكين المرأة على الرغم من كثرة النساء ذوات الامكانات والقدرات والخبرات ...الخ.

-حل سياسي ينصف الجنوبيون

وعن امنياتها المستقبلة تقول د. حفيظة:" لا اتمنى سوى الصحة والستر على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام اتمنى ان تحل المسألة السياسية على مستوى الجنوب بما يلبي طموحات شعب الجنوب الذي عانى كثيرا خلال مرحلة الحرب وما قبلها .. لا أحد يمكن له ان ينكر التهميش والاقصاء الذي مورس على الكوادر الجنوبية ولا أحد يمكن له أن ينكر التضحيات التي قدمها الجنوبيون لردع التمدد الحوثي .. وعليه فإن هذا الصبر وهذه التضحيات لا يجب أن تذهب أدراج الرياح .. لابد من حل سياسي ينصف الجنوب وشعبه العظيم واكرر ينصف الجنوب والجنوبيين ولا يحقق طموح السياسيين فقط".

-الإعاقة إعاقة الفكر

يستمر الأمل والعزيمة في المرأة الجنوبية فالطالبة نوال نموذجاً لذلك فهي فتاة جامعية مجتهدة ومثابرة تحدت كل المصاعب والمعوقات ولم يمنعها فقدان بصرها من اكمال تعلميها الجامعي إنها الطالبة نوال خالد احمد محمد عقلان، بجامعة عدن كلية الإعلام قسم علاقات عامة وإعلان.
تتحدث نوال عن مشوارها التعليمي قائلة:" مراحل تعليمي بدايةً توجهت لمعهد النور للمكفوفين، درست فيه للصف الرابع الابتدائي ومن ثم اندمجت بعدها بالدراسة مع زميلاتي الأسوياء التحقت بمدرسة ابن سيناء لكي أواصل المرحلة الأساسية بعد ذلك اكملت المرحلة الثانوية بثانوية تمنع للبنات، انهيت المرحلتين وبفضل من الله والدعم المعنوي الذي حصلت عليه من أهلي قررت احضر البكالوريس وكان اختياري للإعلام تحديدا قسم العلاقات العامة والاعلان والان انا بالمستوى الثالث".

-نظرة المجتمع للكفيف

وعن الصعوبات التي تواجهها تقول الطالبة نوال:" واجهت صعوبة تقبل المجتمع لي كوني كفيفة، انا ارى ذلك سببه قلة الوعي، من بداية انخراطي بالدراسة مع الاسوياء كنت ومازلت أبذل قصارى جهدي؛ لأثبت لكل المعلمات والمعلمين والدكاترة ايضا انني أستطيع، والحمد لله استطعت ان اغير نظرة كل من عرفني، وهناك الكثير والكثير من الصعوبات، لكن بعزيمتي ودعم أهلي ومن حولي قدرت اوجهها واتغلب عليها".

-ثقة وأمل

وتؤكد نوال قائلة:" فقدت البصر منذ ولادتي، وللأمانة بالبداية كانت تشغلني فكرة كيف سيكون تعامل الناس وكيف ستكون نظرتهم لي، كنت اشعر بالخوف نوعا ما، لكن حظيت بأسرة واعية، استوعبتني وأي صعوبة تواجهني يبذلوا قصارى جهدهم لأتغلب عليها، حبيت نفسي، وقدرتها وتقبلتها وبكل ثقة اندمجت وانخرطت في الحياة والمجتمع".

-رسالة للمرأة بعيدها

رسالتي للمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة وكل نساء العالم، الاستمرار والمثابرة والاجتهاد، ولا يتأثرن بالكلام السلبي لأنه؛ ممكن يحطمهن أو يقتل شغفهن، أنتن مبدعات قادرات ان تحققن كل شيء حتى وان اختلفت الوسيلة، اثبتن لأنفسكن وللمجتمع ان الله ما خلقكن عبثا، ولا تسمحن للإعاقة تكون عائق فالإعاقة اعاقة الفكر".

-تقدم كبير

وترى الطالبة نوال: أن المرأة الجنوبية في بعض محافظات الجنوب حققت المرأة تقدمًا كبيرًا في الحصول على حقوقها. ففي بعض المدن، مثل العاصمة عدن، تتمتع المرأة بحقوق متساوية مع الرجل في التعليم والعمل وبعض جوانب المشاركة السياسية.
وفي مدينة المكلا، حققت المرأة تقدمًا كبيرًا في مجال التعليم، ولكن لا تزال تواجه بعض التحديات في مجال العمل والمشاركة السياسية.
لكن في بعض مناطق الجنوب، لا تزال المرأة تواجه العديد من التحديات في الحصول على حقوقها. ففي بعض المناطق الريفية، لا تزال المرأة تواجه التمييز في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، وتواجه قيودًا على حركتها واختيارها للملابس، لكن بالمقابل هناك العديد من النساء بالجنوب يلعبن دورًا هامًا في المجتمع. فهن نموذج يحتذى به للفتيات الأخريات، ويساعدن على تغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع.

-تمييز وإبداع

تتنوع ابداعات المرأة الجنوبية وعزيمتها فتجدها رائدة بحب العلم والإنسانية والنشاط ومثالاً لذلك الدكتورة الصيدلانية د. حنان محمد ناصر جابر، حاصلة على درجة البكالوريس، كلية الصيدلة -جامعة عدن للعام 202‪2-2023م، تقول د. حنان:" كنت في أول دفعة تحضيرية، وتم ترشيحي كمندوبه لدفعتي لمدة ست سنوات لحل أي مشكلة متعلقة بالدفعة، حاصلت على المركز الثاني في مسابقة جائزة الرئيس عيدروس الزبيدي للبحوث العلمية، وشاركت في العديد من الأعمال الخيرية وجمع التبرعات للمحتاجين، والأعمال التوعوية أخرى". ‬‬‬

-فخر واعتزاز

وتتحدث د. حنان عن أبرز المراحل والمحطات المهمة في حياتها قائلة: "مراحل التعليم: بدأت تعليمي في المرحلة الابتدائية حيث تعلمت القراءة والكتابة والحساب. ثم تابعت دراستي في المراحل الثانوية والثانوية العامة حيث اكتسبت المزيد من المعرفة والمهارات في مجموعة متنوعة من المواد"، مضيفة :" في طفولتي، كنت مهتمة بالفن والرسم، وقد كانت لدي الفرصة للمشاركة في عديد من المهرجانات والعروض المدرسية والظهور في البرامج التلفزيونية. كما كنت متحمسة للقراءة وكانت لدي مكتبة صغيرة في غرفتي تحتوي على العديد من الكتب التي أحب قراءتها".
وتؤكد د. حنان قائلة:" أحد المحطات المهمة في حياتي كانت عندما تخرجت من الجامعة وحصلت على شهادة البكالوريوس في مجالي المفضل. كان هذا إنجازًا كبيرًا بالنسبة لي وأشعر بالفخر بتحقيقه. واتيحت لي الفرصة للعمل في مجالي المهني وتحقيق النجاحات المهمة في مساري المهني".

-خبرة وزيادة الوعي

وعن الصعوبات التي واجهت د. حنان توضح أبرزها قائلة :" صعوبات كثيره مرينا بها وكان تحدي بالنسبة لنا منها مشاكل البلاد والأوضاع الي صارت فيها، ومشاكل الكهرباء والماء، والفاجعة التي حدثت لنا سنة 2020م جائحة كورونا، كان شيء صادم غير متوقع، تعلمنا فيها وتعلمنا منها اشياء كثير، وهذا الأشياء كبرتنا أكثر واعطتنا الوعي".

-حقوق المرأة

وعن مدى نيل المرأة الجنوبية حقوقها تقول د. حنان:" للأسف لم تنل المرأة مكانتها المناسبة لها ولم تحصل على كافة حقوقها، كانت هناك نظرة الاستصغار والضعف للمرأة مهما عملت وانجزت. ويتم حرمانها من التعليم وهو ابسط حقوقها".

-تشجيع المرأة

وعن تقييم وضع المرأة الجنوبية تقول د. حنان:" الجميل أنه يوجد ناس تحث وتشجع المرأة على أخذ حقوقها سواء في التعليم أو العمل أو أي حقوق أخرى".

-المرأة أساس المجتمع

وعن آمالها وامنياتها تقول د. حنان:" أولاً: المرأة هي البنية الأساسية لتقدم المجتمع، لأنها ببساطة مربية الاجيال، واتمنى اعطائها فرص وسوف تبدع في الكثير من المجالات وحتى من الممكن أن تنافس الرجال فيها. ونأمل الاستمرار في دعم وتشجيع المرأة".