اخبار وتقارير

السبت - 10 أغسطس 2024 - الساعة 10:38 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني



على مر العقود، شكلت الصناعة أحد أبرز العناصر التي ساهمت في بناء الاقتصاد الوطني الجنوبي، وخاصة في العاصمة عدن وهو ما كان للصناعات ماضي مشرق، حيث كانت تزدحم المصانع بالعمالة، وتُحرك عجلة الاقتصاد، وتساهم في تحسين مستوى المعيشة ومع ذلك، فإن واقع الصناعة اليوم تظهر صورة مغايرة، حيث تعاني المحافظات الجنوبية تحديات كبيرة تهدد مستقبلها وتحد من آمال السكان الذين يأملون بعود عجلة التنمية الاقتصادية إلى بريقها التاريخي.

" ماضي الصناعة في الجنوب"

تعود جذور الصناعة في الجنوب إلى بدايات القرن الماضي، حيث تم إنشاء مصانع عديدة بهدف الاستفادة من الموارد المحلية وتعزيز التنمية الاقتصادية وقد تميزت هذه المصانع بالإنتاجية العالية، مما جعلها تشكل العمود الفقري للاقتصاد وكانت الحياة في المدن الصناعية زاخرة بالنشاط، حيث توفر المصانع فرص العمل لمئات الآلاف من العمال كما أسهمت هذه الصناعات في تعزيز التعليم والتدريب الفني، ونشأت عنها العديد من الكفاءات المهنية.

" التحديات التي تواجه المصانع الجنوبية"

ومع مرور الزمن، بدأت تلك المصانع تواجه بعدم الاهتمام بالقطاع الصناعي وهو ما مثل ، تدمير ممنهج مارسه الاحتلال اليمني منذ تأسيس الوحدة اليمنية المشؤومة وعمل على ذلك بشكل مستمر حتى دمر الاستثمارات بالجنوب كليا وهو ما أثر سلبا على البيئة الاقتصادية ، و بعد أحداث الاحتلال اليمني في عام 1994، الذي أسفر عن إغلاق العديد من المصانع في الجنوب، نتيجة غزو الاحتلال اليمني والعوامل هذا بدوره أدى الى تراجع الاقتصاد الوطني الجنوبي وازدياد الضغوط الاجتماعية في خضم هذه التحدي، ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير في الجنوب ، مما زاد من الأعباء الاجتماعية والأسرية و تدني مستوى دخل الفرد وسبب ذلك أعباء معيشية مؤلمة للمواطن الجنوبي.


" آمال حاضرة لأجل مستقبل مزدهر"

رغم الصعوبات الجمة، لا تزال آمال سكان الجنوب قائمة وهو ما تعمل عليه القيادة الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وباهتمام كبير من الرئيس الزبيدي في إعادة إحياء المصانع الجنوبية التي كان لها باع كبير في دعم الاقتصاد الوطني من خلال اتخاذ استراتيجيات مدروسة ورؤية شاملة تتركز على عدة جوانب منها :
تعزيز الاستثمارات وهو ما تطلبة المرحلة المستقبلية في المجال الصناعي في الجنوب منها جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يتطلب تقديم حوافز تنافسية وتسهيل الإجراءات.

كما يمثل تحسين التعليم والتدريب يحتاج العمال إلى المهارات اللازمة للتكيف مع التكنولوجيا الحديثة، مما يتطلب تطوير مناهج تعليمية وتدريبية تتلاءم مع احتياجات السوق وهو عامل مهم في رفد مؤسسات الدولة وخاصة المصانع المنتجة .

تفعيل الشراكات: يجب أن تتمتع المصانع بشراكات مثمرة مع الجامعات والمراكز البحثية لتحقيق الابتكار وتحسين الإنتاجية.


" نظرة واقعية إلى المستقبل"

إن إعادة إحياء الصناعة في الجنوب ليست مهمة سهلة ولكنها ممكنة تحتاج الخطط إلى استراتيجيات مدروسة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة جوانب التنمية كما تحتاج من القيادة الجنوبية إلى التفاعل مع المجتمع المحلي والاستماع إلى احتياجاته.

وفي سياق الاقتصاد العالمي المتغير، تظل مصانع الجنوب رمزاً للأمل والإرادة لكون تاريخها الغني وقدرتها على التكيف يمكن أن يكونا القوة الدافعة اللازمة لإعادة بناء مستقبلها المشرق بعد أعوام من التدمير الشامل الذي مارستة قوى الإحتلال اليمني.

وختاماً، كما يمثل موضوع إعادة بناء المصانع الجنوبية التي دمرت مثالاً حقيقياً على مسارات طويلة من الإنجازات والتحديات وبين تلك ماضي جميل وآمال تم تكبيلها بالواقع، يبقى الأمل بأن العمل الجماعي والرؤية المستقبلية العادلة يمكن أن يحقق معجزة التنمية المستدامة التي ترسمها دولة الجنوب المدنية ذات الطابع الحضري .