4 مايو/ تقرير / منير النقيب
شهدت الساحة الدبلوماسية الجنوبية تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة بفضل الجهود التي يقودها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، على الصعيد الخارجي. فقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق نجاحات مهمة في التمهيد لاستعادة دولة الجنوب، وذلك عبر تعزيز العلاقات الدولية وطرح قضية الجنوب في المحافل الدولية.
منذ توليه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، في 11مايو ٢٠١٧م وضع الزبيدي هدفًا رئيسيًا وهو استعادة دولة الجنوب التي دخلت في مشروع الوحدة اليمنية عام 1990. وقد اعتمد في سبيل تحقيق هذا الهدف على استراتيجية دبلوماسية متعددة المحاور تشمل التعاون مع القوى الدولية المؤثرة، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار، وفتح قنوات حوار مع المنظمات الإقليمية والدولية.
* التحركات الدبلوماسية الخارجية
خلال الفترة الماضية، قام الرئيس الزبيدي بجولات دولية شملت عدة عواصم مؤثرة على الساحة العالمية.
حيث التقى مع مسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تواصل وثيق مع دول الخليج العربي. وقد بلغت عدد الزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس الزبيدي في الفترة الأخيرة نحو 15 زيارة رسمية، كما عقد 40 لقاءً دبلوماسيًا مع قادة سياسيين ومسؤولين في مختلف العواصم.
وتأتي هذه الجهود بهدف تعزيز الدعم الدولي لقضية الجنوب وتحقيق الاعتراف السياسي بالمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل شرعي لشعب الجنوب. وأبرز ما تحقق خلال هذه الجولات هو توقيع 7 مذكرات تفاهم مع منظمات دولية، ما يعكس الانفتاح المتزايد على القضية الجنوبية.
* النتائج الإيجابية
أثمرت هذه التحركات عن نتائج ملموسة، أبرزها تزايد الاهتمام الدولي بقضية الجنوب على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، و تم عقد 3 جلسات استماع حول قضية الجنوب في الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، وهو ما يمثل تحركًا غير مسبوق لصالح الجنوب.
كما تم فتح قنوات حوار دبلوماسية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من القوى الإقليمية والدولية.
كما ساهمت هذه الجهود في تعزيز موقف الجنوب على طاولة المفاوضات الخاصة بحل الأزمة اليمنية، حيث بات الحديث عن الحلول السياسية لا يمكن أن يتجاهل قضية الجنوب ومطالب شعبه.
وقد أكد 85% من المراقبين السياسيين أن الجنوب أصبح جزءًا لا يتجزأ من أي حل مستقبلي للأزمة اليمنية، وفقًا لاستطلاعات رأي أجرتها منظمات دولية معنية بالحلول السياسية في المنطقة.
* التحالفات الإقليمية والدولية
بالإضافة إلى ذلك، عمل الرئيس الزبيدي على بناء تحالفات إقليمية قوية، خاصة مع دول الخليج العربي، حيث تلعب هذه الدول دورًا محوريًا في تحديد ملامح الحلول المستقبلية في اليمن. وقد تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي، بفضل هذه الجهود، من كسب دعم سياسي واقتصادي من 5 دول خليجية، والتي أعلنت عن التزامها بتقديم دعم مباشر للمجلس الانتقالي في جهود إعادة بناء البنية التحتية لدولة الجنوب بعد استعادتها.
علاوة على ذلك، حصل المجلس الانتقالي على دعم وتاييد الدول الإقليمية في إطار شراكات استراتيجية تسعى لتعزيز التنمية والاستقرار في الجنوب، وهو ما يعزز من مكانة الجنوب في المشهد الإقليمي.
* التطلعات المستقبلية
يعول الرئيس الزبيدي على استمرار هذه الجهود الدبلوماسية لتحقيق اعتراف دولي كامل بدولة الجنوب المستقبلية، والتمهيد لإجراء استفتاء يحدد فيه شعب الجنوب مصيره. وفقًا لمصادر رسمية، فإن 95% من سكان الجنوب يؤيدون خيار الاستقلال وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، ما يعزز من مشروعية القضية أمام المجتمع الدولي.
كما يؤكد الرئيس الزبيدي في تصريحاته على التزام المجلس الانتقالي بالحلول السلمية والدبلوماسية، مع الحفاظ على الحق المشروع لشعب الجنوب في استعادة دولته. أكد الرئيس الزبيدي أن الانتخابات والاستفتاء الشعبي ستكونان جزءًا من مسار استعادة الدولة، في إطار الاحترام الكامل لإرادة الشعب الجنوبي.
*خطوة مهمة
نجاح الدبلوماسية الخارجية للرئيس الزبيدي يعد خطوة هامة نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو استعادة دولة الجنوب.
ومع تزايد الدعم الدولي والإقليمي، يبدو أن الطريق أصبح ممهدًا أمام المجلس لتحقيق تطلعات شعب الجنوب في إقامة دولته المستقلة.