الأربعاء - 16 أغسطس 2023 - الساعة 11:19 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ هاجع_الجحافي
كثيرون ممن لا يعرفون الضالع ، حين تذكر لهم إسم (سنان) لاشك سيذهب تفكيرهم نحو مسلسل الأطفال الذي تفيض به ذواكرهم النقية قبل عدة عقود من حياتهم .
أما في الضالع فلدينا أجمل وأروع (سنان) يتربع على عرش قلوبنا منذ أربعة عقود وأكثر . . إنه إيقونة مراحل الطفولة والشباب وما أصبحنا عليه اليوم .. بينما يبقى (سنان) ذلك المتفرد بالأبداع والشموخ والعطاء والموقف والشباب والحيوية .
إنه الأستاذ والمربي الفاضل ، المواطن البسيط والمثقف الحقيقي والصوت الصداح الذي يغرد بشموخ وكبرياء ومهابة ، فتتزلزل لصوته الجهوري الأرض والجبال التي تحتضن مدينة الضالع الباسلة مسقط رأسه ومسرح صباه وشبابه وحياته .
من منا لا يتذكر الاستاذ سنان في ثمانينيات القرن الماضي (قبل أربعة عقود ) ، الذي لم يكتف بواجبه في تعليم الأجيال ، ومن منا لا يتذكره وهو يزمجر في مهرجانات وكرنفالات دولتنا الجنوبية الفتية .. وهو يرسم بخط يده شهادات التقدير الأنيقة الراقية ويسحبها عبر الاستانسل .. وهو يخط اللوحات والمجلات الحائطية واللافتات القماشية في ذلك الزمن البسيط ، الذي لم تكن تتوفر فيه إمكانات زمن اليوم ، إلا ان تفكير وقدرات الاستاذ سنان كانت تسبق زمنها بثلاثة عقود واكثر .
أعطى الرجل للوطن والقضية أجمل سنوات عمره ومازال يحارب بأسلحته المتنوعه.. يداعب صديقه المايك في المهرجانات.. يكتب دون توقف وبإصرار وإرادة عجيبة في شبكات التواصل عن الحارة والمدينة والقهوة والناس والشباب والأوضاع ولاينسى قضية شعبه الخالدة أبداً .. يكتب ويتعامل مع ماحوله بتواضع و بساطة فريدة للغاية .. إنه بطل من زمن الساموراي الجنوبي ، نذر نفسه بكل تواضع من أجل الإنسان ومن اجل القضية ومن اجل مستقبل الأجيال .
هذا المثقف والإنسان البسيط ، أصبح كشجرة كثيرة الثمر وارفة الٍظلال .. ولأنه كذلك تجده متواضعا يتفاخر بتاريخه ونظافته ونزاهته . وهو يتقلد إدارة مكتب الثقافة بالمحافظة دون اي امكانات .. رجل لا يفكر بصراع المناصب ، ويربأ بنفسه ان لا يتذلل لأحد ، يقول الحق وان حصد من وراه المتاعب والمضايقات .
ما أكثر الذين صاروا يتقلدون المناصب ويركبون السيارات الفارهة وبينون الفلل والعمارات والمتاجر او يحملون الشهادات العليا - وما كثرها هذه الايام - في الضالع وغيرها ، وبعضهم لا يصلون الى ابسط مستوى مما يتمتع به الاستاذ سنان (ثقافة وموقفا وسلوكا وقيما ومبدأ ) .. بل ان كثيرين كانوا يجلسون معه يومياً في ذلك المقهى وسط المدينة ، وغيرهم كانوا يتمنون مصافحته والتعرف عليه ، ولكن سبحان الله ، اغلب هؤلاء صاروا كبارا وقادة وتجارا ومشاهير.. وربما يخجل بعضهم ان يعترف بتقصيره او تناسى عن واجبه تجاه الرجل .
أربعة عقود من العطاء اللامحدود ، ومازال ينافح بقلب وقدرات شاب في العشرين .. ولكن .. الا يستحق هذا الفارس الساموراي الجنوبي ، ان يحظى بمحطة تكريم في حياته .. الا يحق ان نوفره ونجله ونكرمه ونقدره .
انني أخاطب من بيدهم اليوم الإمكانات والقرار من الأصدقاء والزملاء القادة الذين يعرفون هذا الرجل أكثر من غيرهم.. وعلى رأسهم الاخ الرئيس اللواء عيدروس الزبيدي ، والاصدقاء القادة الاعزاء الأستاذ فضل الجعدي والعميد عبدالله مهدي واللواء شلال علي شايع ، وايضا الاخ محافظ المحافظة اللواء علي مقبل صالح .
بالله عليكم جميعا الا يستحق الاستاذ سنان منصبا يليق بقدرته وبما قدمه وتسوية لوضعه ، بعد ان أصبحت المناصب توزع لكل من هب ودب ولكل من يملك الامكانات وثقافة التملق وانتهاز الفرص .. الا يستحق هذا الرجل الإنسان النادر ان نقيم له إحتفالا مهيباً خاصاً به حتى نغرس في أجيالنا ثقافة احترام وتقدير كبار العظماء والرجال الحقيقيين الذين تلفحهم اشعة الشمس وتضيق بهم الظروف والأحوال ، بينما يحافظون على شموخهم وكبريائهم ويوزعون الابتسامات من حولهم وينثرون باقات من ورود الأمل ورياحين الصبر والارادة حتى لاتنكسر الأجيال وتضعف القضية .
استحلفكم بالله جميعا وأشد على أيديكم واذكركم بواجبكم تجاه هذا الساموراي الضالعي الجنوبي.. كرموه حياً والتفتوا اليه سريعا ، فلقد تأخرتم كثيرا ، وثقوا ان تكريمه هو تكريم ووفاء لكل الضالع بأجيالها الثلاثة التي تعيش زمننا الراهن .. كرموه كجزء من واجباتكم ومسؤلياتكم قبل ان يلجأ رجال وأبطال وشباب الضالع في الداخل والخارج الى حملة تبرعات لتكريمه ، واذا حصل فسوف تؤنبكم ضمائركم ماحييتم .