الثلاثاء - 14 يناير 2025 - الساعة 02:50 م
تسعة عشر عام مضت على يوم التصالح والتسامح ذلك اليوم الذي صنع الجنوبيون خلاله خيوط التلاقي على مائدة التلاحم وصفاء القلوب ، ومنذ صبيحة يوم ردم الهوة بين الاخوة الجنوبيين تلاحقت الانتصارات ، وعلى مر السنين نمت وتجسدت روح التسامي والتسامح لتحول الخيوط الاولى من رسم النسيج الاجتماعي الى واقع عملي يمضي على جسور الترابط الاخوي التي شملت ربوع الوطن الجنوبي .
سيظل يوم التصالح والتسامح خالداً في حياة الجنوبيين ، ولولاه ماعرف الجنوبيين معنى الوجود على الارض في ظل كيان جنوبي يحفظ عزة وشموخ الشعب الصامد في وجه الاحتلال اليمني الذي ظل يعمق الشرخ الجنوبي ليستمر في ممارسة ظلمه وعدوانه ومن خلال بذرة الشقاق التي ظل يزرعها في كل زاوية من اركان الجنوب ليقطع بواسطتها حبال الوصل ، عبر اذنابه من الجنوبيين الذين استقطبهم بالمال المدنس ، ثم عمل على توزيعهم في الاماكن الحساسة لزراعة الفتن وخلق بؤر التوتر ، كلما حاولت العقول الجنوبية المنفتحة رسم ملامح الصحوة التي لابد منها وبها ومن خلالها يتوحد الصف لمواجهة التحدي .
ومن هنا اصبح يوم الثالث عشر من يناير يوم عزيز وتاريخي وفيه سمت الروح الجنوبية وترفعت عن الماضي لتصنع من ذلك اليوم ملحمة النصر حينما ادرك الجنوبيون ان لاخلاص الا بالتلاحم ورص الصفوف وعلى سيمفونية التصالح والتسامح عزف الجنوبيين الحان الود والاخاء والذي بدوره تتحقت الامنيات ، يوم ان توحدت الجبهات السلمية في نضالها السلمي ومن ثم تحولت الى جبهات قتالية حين لم يذعن المحتل اليمني لنداء الخلاص الذي انطلق من الكتلة الفولاذية التي صنعها مجد يوم التصالح والتسامح والذي بفضله وفضل صانعوه ارتقى العقل الجنوبي لينبذ نبرة الشقاق ويزرع محلها نبرة التقارب والالفة التي توجت بالالتفاف الطوعي المحمود ، والذي على اثره توارى كابوس الاحتلال اليمني وتزحزح من ارض الجنوب .
كل الشكر والعرفان لصناع مجد يوم التصالح والتسامح .