الخميس - 20 فبراير 2025 - الساعة 11:02 م
المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤول عن المعاناة التي يكابدها المواطن الجنوبي بقدر مرتبته في الشراكة في المجلس الرئاسي والحكومة ، وبقدر حجمه وحضوره في الجنوب ككيان سياسي ونضالي يمثل الجنوب والجنوبيين أمام السلطة ودول الإقليم والعالم ، ولذلك فمن المنطقي أن يستحثه الشعب الجنوبي لإيجاد حلول لمعاناتهم ، ويتوجهون بالنقد إلى قياداته بمختلف مستوياتها ، وهو نقد صحي ومطلوب ومشروع دون أية قيود ، ويدل على أن الانتقالي يقود شعبا حيا وحرا ولديه إرادة وليس قطيعا من الأغنام .
وبعيدا عن الالتفات الى الأصوات والتحركات ذات الأجندات والأهداف العدائية التي تحاول المتاجرة بمعاناة الجنوبيين للنيل من الانتقالي ومن المشروع الجنوبي عموما ، فإن على الانتقالي وقيادته أن لا تظل في حالة المراوحة بين تفهم مطالب ومعاناة الجنوبيين وبين ما تفرضه عليهم الاتفاقات والالتزامات السياسية مع الشرعية والإقليم والمجتمع الدولي من قيود ، وهي اتفاقات والتزامات لم تنفذ منها الشرعية سوى شرعية وجودها في الجنوب ، ومشاركتها في حكومة واحدة والسيطرة على القرار وعلى كل المرافق والمؤسسات في عدن وفي بقية محافظات الجنوب ، وتمثيل الجنوب في المفاوضات الخارجية والحوارات الداخلية ، بينما تهربت الشرعية وتنصلت من أهم ما نصت عليه تلك الاتفاقات : محاربة الحوثيين واستعادة العاصمة صنعاء ، وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين في الجنوب والمناطق المحررة .
ومن هنا فإن على الانتقالي وقيادته التحرك الفوري والعاجل قبل فوات الاوان ، وقبل ان تدخل عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام في فوضى عارمة من الصعب السيطرة عليها بسبب الأوضاع السيئة والمعاناة البالغة القسوة التي يعيشها المواطن الجنوبي والتي لا تهم الشرعية في شيء ، مما سيجعلها تزداد سوءا في جميع النواحي في حالة استمرار بقاء الانتقالي في تلك المراوحة ، لأن ذلك هو ما تعمل عليه الشرعية وما تريده لتنفيذ ما تبقى من أجندتها الهادفة الى سحق المواطن الجنوبي والقضاء على الانتقالي وإسقاط مبدأ استعادة الدولة الجنوبية .
إن عدم تنفيذ الشرعية لأي بند من الاتفاقات والالتزامات في ما يخص العنوانين الرئيسيين للشراكة : الحرب ضد الحوثيين وتحسين الوضع الاقتصادي للجنوبيين ، بل ازياده سوءا ضعف ما كان عليه الأمر قبل الشراكة ، يجعل أي اتفاقات وأي التزامات للانتقالي مع الشرعية بحكم الملغية ، ويعطيه الحق لاتخاذ الإجراءات والخطوات التي تحمي الشعب الجنوبي من الموت فقرا وعوزا ومرضا وجوعا ، وتضمن له استعادة كرامته والعيش المستقر وتحافظ على أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية .