4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة
تحل علينا الذكرى الثالثة لتحرير مديريات بيحان في محافظة شبوة، الحدث الذي شكّل نقطة تحول في مسار النضال الجنوبي، وفي لحظة تاريخية تعيد للأذهان ملحمة وطنية سطرها أبطال القوات المسلحة الجنوبية، وتحديدًا ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة. هذه المعركة، التي قلبت موازين القوة في الجنوب وأعادت كرامة الأرض والإنسان الجنوبي، أصبحت رمزًا للصمود والتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب لتحقيق الحرية والاستقلال.
وتُعد هذه الذكرى تجسيدًا لروح الإصرار والتضحيات التي قدمها أبطال القوات المسلحة الجنوبية خلال هذه العملية، أعيد الأمل لأبناء بيحان وشبوة، بعد سنوات من الظلم والتدمير تحت وطأة ميليشيات الحوثي والإخوان.
-أهمية محافظة شبوة ومديريات بيحان
تُعد شبوة القلب النابض للجنوب، لما تمتلكه من موقع استراتيجي وثروات طبيعية هائلة، خاصة النفط. تجعلها هدفًا لكل الأطماع، سواء من المليشيات الحوثية أو القوى الحزبية الشمالية. وتمثل مديريات بيحان الثلاث - بيحان العليا، وعسيلان، وعين - بوابة غربية لشبوة، ومفتاحًا للسيطرة على المحافظة بأكملها. لذا، فإن تحريرها كان خطوة استراتيجية حاسمة، ليس فقط لمحافظة شبوة، ولكن للجنوب كله. وتمثل شبوة قلعة الصمود الجنوبي ورمانة الميزان في معركة التحرير والتنمية. إن تحرير بيحان لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان استعادةً للكرامة الجنوبية وإعلانًا أن الجنوب لن يقبل أي قوة غازية على أراضيه.
-أهمية بيحان الاستراتيجية
تعد مديريات بيحان البوابة الغربية لمحافظة شبوة، وتتميز بأهميتها الاقتصادية، خصوصًا في قطاع النفط. تحريرها كان ضربة موجعة للميليشيات الحوثية وأدوات إيران، وأعاد للمنطقة قيمتها الاقتصادية والتنموية، لتصبح محورًا للنمو والاستقرار في الجنوب.
-ملحمة تحرير بيحان
في مطلع يناير 2022، أطلقت القوات المسلحة الجنوبية عملية "إعصار الجنوب" لتحرير مديريات بيحان من قبضة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وتأمين المحافظة من التهديدات الأمنية. وتمت عملية إعصار الجنوب باشرف مباشر من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبي، الذي وضع استراتيجية شاملة لتطهير محافظة شبوة من الجماعات الإرهابية ومليشيات الحوثي والاخوان، وخلال 10 أيام فقط، استطاعت قوات العمالقة الجنوبية بمشاركة قوات دفاع شبوة، بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، تحقيق نصر تاريخي في المنطقة، حيث ألحقت بالحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وأجبرتهم على الانسحاب، في انتصار عسكري ساحق على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران..
كانت هذه المعركة لحظة مفصلية في مسار الحرب ضد مليشيات الحوثي والإخوان، حيث أكدت أن الجنوب قادر على حماية أرضه وإفشال كل المشاريع التي تسعى لإعادة احتلاله أو استنزاف موارده، كما أظهرت قوة وإصرار القوات الجنوبية.
وتمكنت القوات الجنوبية من طرد الحوثيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى مديريات بيحان الثلاث: عسيلان، عين، وبيحان. وسجلت ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة أروع البطولات في هذه المعركة. بفضل شجاعتهم وتضحياتهم، تم تحرير بيحان واستعادة الأمن والاستقرار. مئات الشهداء قدموا أرواحهم فداءً للجنوب، ودماؤهم الزكية أصبحت شعلة تنير درب الأجيال القادمة
-دور القيادة والتحالف العربي
لعب التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، دورًا محوريًا في تحرير بيحان. قدّم التحالف دعمًا جويًا وبريًا مكّن القوات الجنوبية من تحقيق هذا الإنجاز الكبير. إلى جانب ذلك، كان للقيادة المحلية في شبوة، وعلى رأسها المحافظ عوض بن الوزير، دور بارز في توحيد الصفوف وتنظيم الجهود لتحقيق هذا الانتصار.
-الدور الشعبي في دعم القوات المسلحة
كان للدعم الشعبي من أبناء بيحان وشبوة دور كبير في نجاح معركة التحرير. التفاف الجماهير حول القوات المسلحة الجنوبية أكد أن الإرادة الشعبية هي السلاح الأقوى في مواجهة أي تهديد. أبناء بيحان وشبوة كانوا يدًا واحدة مع قواتهم، مما شكل عامل ضغط كبير على مليشيات الحوثي وأفشل مخططاتها.
-التحديات التي واجهتها المحافظة قبل التحرير
قبل التحرير، عانت مديريات بيحان من القمع والظلم على يد مليشيات الحوثي التي حولت المنطقة إلى ساحة حرب ونهب لمواردها. بالإضافة إلى ذلك، كانت شبوة تعاني من سيطرة قوى الإخوان التي عملت على إضعاف المحافظة وإغراقها في الفوضى.
-مرحلة ما بعد التحرير: الاستقرار والتنمية
بعد تحرير بيحان، شهدت شبوة استقرارًا أمنيًا وتنمية ملحوظة بقيادة السلطان عوض بن الوزير. تم إفشال كل المخططات الإرهابية والفوضوية التي كانت تستهدف المحافظة. كما عادت الحياة إلى طبيعتها في مديريات بيحان، مع بدء جهود إعادة الإعمار والتنمية، مما جعل المنطقة نموذجًا يحتذى به في النجاح.
-إنجازات ما بعد التحرير
منذ تحرير بيحان، شهدت شبوة تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة ومنها: الأمن والاستقرار حيث أصبح الأمن ملموسًا في مديريات بيحان بفضل الجهود المستمرة لقوات دفاع شبوة والقوات الجنوبية. وبدأت عجلة التنمية تدور من جديد في بيحان، حيث تم إطلاق العديد من المشاريع التنموية لتحسين البنية التحتية والخدمات العامة. وبفضل جهود محافظ شبوة، الشيخ عوض بن الوزير العولقي، أصبحت المحافظة تسير نحو الاستقرار والتنمية.
-الدروس المستفادة من تحرير بيحان
أكدت معركة بيحان أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، وأن الجنوب لن يقبل بعودة أي قوى احتلالية أو إرهابية إلى أراضيه. وكل شبر من أرض الجنوب هو خط أحمر، وكل تضحيات أبناء الجنوب هي من أجل الحرية والاستقلال. وأثبت أبناء الجنوب أن الإرادة الشعبية قادرة على هزيمة أي قوة غازية فإرادة الشعوب أقوى من كل القوى.
وخلال المعركة لعب التحالف العربي دورًا محوريًا في تحقيق هذا النصر، مما يبرز أهمية التعاون الإقليمي.
-التحديات الحالية وآفاق المستقبل
على الرغم من الإنجازات المحققة، لا تزال التحديات قائمة، خاصة مع استمرار التهديدات من المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية. ولكن بفضل التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة الجنوبية، وبقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن المستقبل يبدو أكثر إشراقًا.
تحرير مديريات بيحان سيظل علامة فارقة في تاريخ الجنوب، ودليلًا على قوة وإرادة أبنائه في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم. ورمز لتكاتف شعب الجنوب وقياداته لتحرير الأرض من كل معتد غاصب، وأبناء شبوة اثبتوا وطنيتهم بمشاركتهم الفاعلة في تحرير مديريات بيحان ودعمهم الكامل للقوات المسلحة الجنوبية، ومع حلول الذكرى الثالثة لهذا النصر، نجدد العهد بأن تبقى دماء الشهداء نورًا ينير طريق الحرية والاستقلال، وأن تستمر جهود البناء والتنمية لتحقيق تطلعات أبناء الجنوب في دولة جنوبية حرة ومستقلة.