الأحد - 31 مارس 2019 - الساعة 02:07 ص بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / خاص
من الواضح جداً ان حزب الاصلاح اليمني ( إخوان اليمن ) اصبح فاقداً لتوازنه نتيجة للإرتباك الذي وجد فيه الحزب نفسه كنتيجة طبيعية للمواقف المتخبطة التي دأب عليها الحزب منذ تأسيسه.
اليوم وبعد ان تكشفت أوراقه واصبح بشكل واضح متحالفاً مع المليشيا الحوثية الموالية لإيران. اختار حزب الاصلاح اليمني ( اخوان اليمن) السير بخطاب مزدوج لم يحدث مع أي حزب سياسي من قبل.
ويكشف التحليل الدقيق لحزب الاصلاح حالة غريبة يعيشها هذا الحزب الذي كشفته عاصفة الحزم وجعلته عارياً وغير قادر على التستر او التخفي وراء براويز طالما استخدمها وابرزها ( استخدامه الدين ) وعندما شعر بانكشافه لجأ الى الظهور بمظهر المتخبط ذات الخطاب المزدوج.
لم يكتفي بذلك بل دمر حزب الاصلاح الشرعية اليمنية من الداخل وحولها لسلطة فاشلة مفخخة بالارهاب وداعمه له بحسب تقارير دولية .
وفي نفس الوقت لم يعلن أنه مع انقلاب مليشيا الحوثي وليست له رؤية مثلاً في حال كان طرف ثالث.
-خطاب بين الانفصام والخيانة.
يطلق الفصام على حالة مرضية تعاني من اضطراب نفسي يتسم بسلوك إجتماعي غير سوي. ويعتبر سياسيون ان هذا الوصف أيضاً ينطبق على جماعات مسلحة او عصابات بعينها او احزاب مسلحة او سياسية . خاصة تلك التي تظهر بحالة انفصام واضطراب في توجهاتها واتخاذها سلوك سياسي غير متزن.
ذلك ما تمثله حالة حزب الاصلاح او اخوان اليمن فرع جماعة الاخوان المسلمين في اليمن والتي تعيش اضطراب في المواقف بشكل رهيب ينم عن مدى الحالة المستعصية سلوكاً وتفكيراً ومواقف التي وصل اليها اخوان اليمن.
وتتيح حالة حزب الاصلاح أمام السياسيين لدراسة نموذج غريب وشاذ في عالم السياسة وحتى في حالات الحرب. إذ يعتبر نموذج مكبر لحالة مرضية مزمنة تسمى ( انفصام ).
لكن وفي نفس الوقت يتخذ حزب الاصلاح سياسة التغطية على مواقفه المشينة وخياناته لليمن الوطن اولاً وللتحالف العربي والوطن العربي الذي يتعرض لعدوان شرس تنفذه إيران في المنطقة يستهدف اسقاط الدول العربية واحتلالها وتغيير هويتها ومذابها السنية.
وما بين الانفصام والتغطية على خياناته يظهر حزب الاصلاح ( فرع جماعة الاخوان باليمن ) بانه مجرد جماعة تطعن الوطن العربي في الظهر وتذبح اليمن من الوريد الى الوريد مثلما حدث في مجازر مارس 2019 بتعز التي ارتكبتها مليشيات الحشد الشعبي وشكله حزب الاصلاح اخوان اليمن .
-تخبط اخوان اليمن.
يعتبر حزب الاصلاح نموذج شاذ على عالم السياسة والاعلام ايضاً. فهو مزدوج العمل متعدد الخطابات متخبط الرؤية مضطرب التوجهات ابتداءً من إدعاءه أنه حزب يمني وطني بينما يبيع الوطنية ويرهن مواقفه لصالح جماعة الاخوان المصنفة ارهابية .
ايضاً على حساب الوطن والشعب اليمني يتخذ حزب الاصلاح قطر قبلة له ومصدراً للتوجيهات الصادرة اليه من الاستخبارات القطرية عبر دائرة مشتركة بين الاستخبارات القطرية والتركية والتي تتحالف مع ايران ضد التحالف العرب.
كما انه حزب يقول لا هو سلمي سياسي ولا مسلح مقاتل ويتحالف مع مليشيا الحوثي وايران ولا يظهر تحالفه للعن خشية من فقدان امتيازات ودعم السعودية له يقول انه حزب سياسي ولكنه يملك مليشيا مسلحة ويسعى لتكوين جيش حزبي فئوي مستغلاً حالة الحرب والدعم الذي يقدمه التحالف العربي للشرعية. كما انه حزب يدعي انه موالي لشرعية الرئيس عبدربه منصور وفي نفس الوقت لم ينصرها ولم يقدم لها أي انجاز يحميها منذ انقلاب الحوثي .
ليس ذلك فحسب. إذ انه حزب يدعي وقوفه مع عاصفة الحزم ومع التحالف العربي. وفي نفس الوقت يطلق وصف الاحتلال على التحالف ويتهم عاصفة الحزم بتدمير اليمن. وعلى نفس المنوال يدعي حزب الاصلاح انه يواجه مليشيا الانقلاب الحوثية وفي نفس الوقت يتحالف معهم وتواصلات مستمرة.
وكذا لم يعمل حزب الاصلاح على اصدار أي رؤية تجاه ما يجري وكل ما يريده هو الوصول للسلطة ولكنه لم يتقدم للجبهات ويسيطر ويحكم ولم يقاتل الانقلاب وايضا لم يترك الجبهات لغيره لهزيمة الانقلاب بل ويعمل على تدمير المقاومة في الجبهات التي لا يتواجد فيها وان تواجد في جبهات للقتال يسلمها لمليشيا الانقلاب.
اما في خطابه الاعلامي فهو مزدوج الخطاب بشكل يجعل خصوم هذا الحزب او الجماعة الاخوانية يشفقون عليها من شدة التخبط الذي يعيشه الحزب مسبباً زيادة معاناة اليمن وتعميق جراح الازمة نتيجة غياب الرؤية لهذا الحزب الذي دمر الشرعية من الداخل ولم يعلن انه يقف مع الانقلاب.
-انتهازية تائهة.
لم يعد اخوان اليمن قادرين على التحكم بما اتبعوه من اسلوب انتهازي لتحقيق مكاسب حزبية او فئوية ضيقة. فقد فقدوا السيطرة على التحكم نتيجة لطول أزمة الحرب في اليمن والتي كانوا يعتقدون أنها ستنتهي سريعاً وتتيح لهم فرصة السيطرة على السلطة في شمال اليمن بدلاً عن مليشيا الحوثي الانقلابية .
ويعتقد اخوان اليمن ( حزب الاصلاح ) انهم بممارسة الانتهازية باتوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على حكم اليمن ( الشمال في الاغلب) بعد إزالة عقبة ( صالح ) من أمامهم وانقسام حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يصعب لملمته من جديد.
انتهازية اخوان اليمن حزب الاصلاح اصبحت مهترئة اذ لم تستجيب السعودية لها وكلما تقدم الاخوان اعادتهم السعودية لمربع الصفر كعقاب لاسلوبهم الذي استخدموه منذ البداية وعملوا على استنزاف التحالف خاصة السعودية ونهب مليارات الريالات السعودية بينما هم يتلقون تعليماتهم من قطر.
توجهات إخوان اليمن منذ بداية تأسيس حزبهم في العام 1990 ظهروا بحاملين توجهات غامضة ولا وطنية وترتبط بأجندات مصالح شخصية لقيادات الحزب او الموالاة المطلقة لجماعة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وعلى هذا النحو بقي اخوان اليمن متذبذبين في مواقفهم متناقضين في توجهاتهم والتي يتقلبون فيها ويتلونون كالحرباء مقتفين بذلك مصالح شخصية لقيادات الحزب او مصالح او توجهات لقوى خارجية كقطر وتركيا وجماعة التنظيم الدولي للاخوان المسلمين.