الجمعة - 17 يناير 2025 - الساعة 10:54 م
في ظل فرض الحصار الخانق على شعب الجنوب خدماتيا ومعيشيا وإداريا وسياسيا تحت مسميات لاناقة لأبناء الجنوب فيها ولا جمل ، وفي ظل تحرك الرئيس الأميركي ترامب لفرض سلام في الشرق الأوسط وإعادة تشكيله وفق رؤيته الخاصة ، وصدا لاستمرار القوى اليمنية في ماتسمى الشرعية اليمنية استغلال القرار السياسي ونهب ثروات الجنوب وتسخيرها ضد شعب الجنوب وقضيته ولصالح بقاء المليشيات الحوثية أملا في إعادة سيطرتهم العسكرية على أرض الجنوب ، فأنه يتحتم على أبناء الجنوب شعب ومجلس انتقالي واتحاد عمالي ونقابي وهيئة عسكرية وأمنية واتحادات مدنية الأسراع في إيجاد حلول ومخارج عدة لقضاياهم الوطنية وأزماتهم الاقتصادية التي هي في تفاقم دائم ، وأن لاينتظروا الخلاص لكل تلك القضايا والأزمات والمشاكل بحل واحد ومن مخرج واحد في مرصاده يتزاحم الأعداء لسده .
في البيان الختامي للقوى الوطنية الجنوبية وفي أحدى فقراته مخاطبا المجلس الانتقالي الجنوبي قائلا " أن شعب الجنوب الذي فوضكم لقيادته وحمل قضيته وتمثيل مشروعه الوطني داخليا وخارجيا يدعوكم إلى حمايته وتأمينه والدفاع عن حقوقه وحرياته ويناشدكم للتدخل وإنهاء معاناته وتحقيق تطلعاته " ، وبالنظر إلى الأولويات العاجلة التي وضعها البيان وطالب الحكومة أن تعمل على تحقيقها ، هنا وبحكم خطاب البيان الختامي الموجه للانتقالي الجنوبي ليس أمام الانتقالي غير تحمل المسؤولية الكبرى التي وضعتها القوى الوطنية الجنوبية على عاتقه ، ويسعى جاهدا بالضغط على مجلس القيادة الرئاسي و على الحكومة من أجل تحقيق تلك الأولويات العاجلة بحكم كونه شريكا في تلك السلطتين ، أو يحققها هو بنفسه ولو تدريجيا بتركه الشراكة التي وصل إليها بالتوقيع على اتفاق الرياض وعلى مخرجات مشاورات الرياض ، وهذا يستدعي سيطرة الانتقالي على جميع الموارد والإيرادات الواقعة تحت سيطرته في مختلف محافظات الجنوب ومن ثم تسخيرها لتحقيق تلك الأولويات العاجلة .
وفي حال أن الانتقالي لم يستطيع الضغط بتحقيق تلك الأولويات العالجة من خلال شراكته في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ولم يستطيع أيضا ترك الشراكة بسبب ضغوط دولية ، أو أنه وبتوقيعه على تلك الاتفاقيات حمل بالتزامات آخرى لانعلمها نحن ، هنا يتوجب على الانتقالي التواصل مع القوى الوطنية الجنوبية التي صعدت احتجاجاتها في ساحات الجنوب للتشاور من أجل إيجاد حلول ومخارج آخرى .
برأيي الشخصي المتواضع أنه وفي مثل هذه الحالة يكون على الانتقالي الجنوبي توجيه القوى الوطنية الجنوبية المحتجة في الساحات وتشجيعها على تأسيس كيان نقابي جنوبي أعلى ، وبعد استكمال تشكيل فروعه في المحافظات تتجلى مهمة الكيان النقابي الأعلى في إعلان الإدارة الذاتية الجنوبية وتسخير جميع الإيرادات والموارد في معالجة الأولويات العالجة التي جاءت في البيان الختامي لنقابات عمال الجنوب ، وتحقيق مختلف المطالب تباعا .
خاصة وأن القوى الوطنية الجنوبية هي ممثلة في اتحاد النقابات العامة للجنوب والنقابات الأكاديمية والمهنية والهيئة العسكرية ومجلس تنسيق المتقاعدين والمبعدين هم رجال الدولة والحكومة وكوادرها وأداة تسيير أعمالها ، بكل تأكيد أنهم سيتحملون هذه المسؤولية الوطنية الجنوبية الكبرى بكل اقتدار وسيحققون نجاحا كبيرا ، وستكون الإدارة الذاتية الجنوبية هي الوعاء الذي يحفظ حقوقهم وحتى لا يذهب تصعيدهم المستمر نحو الفوضئ .