الأربعاء - 12 فبراير 2025 - الساعة 07:02 م
تحلّ علينا الذكرى الـ58 ليوم الشهيد الجنوبي في عام 2025، ونحن ما زلنا نخوض غمار نضال مستمر لاستعادة دولتنا كاملة السيادة، مقدمين في سبيل ذلك آلاف الشهداء من مختلف محافظات ومناطق الجنوب. ففي محافظة الضالع وحدها، ومنذ انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007 وحتى اليوم، ارتقى نحو 2919 شهيدًا وأُصيب 8651 آخرون، بينهم 298 شهيدًا استُشهدوا في محافظات أخرى، و278 جريحًا سالت دماؤهم خارج حدود الضالع.
وهذا الرقم ليس سوى جزء من تضحيات أبناء الجنوب، الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم في كل المحافظات فداءً للحرية واستجابةً لنداء الإرادة الجنوبية.
تعود علينا هذه الذكرى في وقتٍ يواجه فيه الجنوب تهديدات متواصلة تستهدف أرضه ورجاله وأمنه واستقراره، فضلًا عن محاولات الاستحواذ على مقدراته. فجبهات القتال العسكرية لا تزال مفتوحة على حدوده مع اليمن الشمالي، توازيها معارك أمنية وسياسية وخدماتية واقتصادية تهدف إلى تركيعه وإضعاف إرادته.
ومن أخطر هذه الجبهات، الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى تجويع الشعب الجنوبي وإشغاله بلقمة العيش، في محاولة لإبعاده عن قضيته المركزية في استعادة دولته. ورغم هذه التحديات، يواصل شعبنا نضاله بثباتٍ وصلابة، متجاوزًا كل العقبات، ومتمسكًا بحقه المشروع في الحرية والاستقلال.
منذ انطلاق الثورة الجنوبية، حققت الحركة التحررية مكاسب كبيرة على الأرض، تمثّلت في تحرير معظم مناطق الجنوب، وتوّجت هذه الإنجازات بانتصارات سياسية كان أبرزها تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، الذي نجح في إيصال القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية، باعتبارها جوهر الحل لمشاكل اليمن.
وفي هذه الذكرى العظيمة، نجدد عهد الوفاء للشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الوطن، ونؤكد أن دماءهم لن تذهب سدى، وأننا على دربهم سائرون حتى تحقيق النصر الناجز واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
رحم الله شهداءنا الأبطال، وعجّل بشفاء جرحانا، وإنها لثورة حتى النصر.