الهيئة السياسية تعقد اجتماعها لدوري وتؤكد دعمها لحقوق أبناء حضرموت واستقرارها.. انفوجرافيك

الكثيري يترأس اجتماعًا استثنائيًا للوقوف على التحضيرات الجارية لفعالية حضرموت أولًا

هيئة الإعلام الجنوبي تهيب بوسائل الإعلام التفاعل مع مليونية "حضرموت أولاً".. انفوجراف



كتابات وآراء


السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 07:18 م

كُتب بواسطة : د.أمين العلياني - ارشيف الكاتب


في السابع والعشرين من أبريل 1994م، شهد الجنوب أحد أكثر الفصول دموية في تاريخه الحديث، عندما أعلنت قوى اليمن المختلفة اجتاحه بجيوشها وقبائلها وتنظيماتها المسلحة المدعومة من عناصر جهادية قادمة من أفغانستان، تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة والقضاء على الكفار، لكن الواقع كان احتلالًا همجيًّا دمّر البنى التحتية، وسلب الحقوق، وأذل شعبًا دخل في وحدةٍ وُعِدَ بالمساواة فيها، فإذا به يُخْدَع ويُغْدَر به غير أنه رفضها بكل انواع الرفض، وظل يناضل وما زال يكافح حتى تشرق نور دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
لم تكن الوحدة التي غدر بها في مراحلها الانتقالية سوى غطاء لاستلاب الجنوب وثرواته، حيث حوّل المحتل اليمني الجنوب إلى ساحة للنهب والقمع وشراء الذمم والولاءات والتبعية تحت أغلفة الوطنية المزيفة وليس هذا فحسب بل ظل أداة تتحالف مع إيران ضد العرب حينًا ومع بعض الدول التي كانت مصدرًا قلقًا للأنظمة التي حملت الوعي الإخواني والقومي الذي كانت إحداها نظام صدام في احتلال الكويت حينًا آخر.
ومنذ ذلك اليوم المشؤوم، رفض الجنوب كشعب الخنوع، وأطلق سلسلة من حركات المقاومة، بدءًا من (موج وحتم)، ومبادرات إصلاح مسار الوحدة، مرورًا بانتفاضة حضرموت عام 1997م، ثم حركة (تاج) التي تم تشكليها في 2003م واشهارها في 2004م، ومبادرات التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان، وصولًا إلى حركة المتقاعدين العسكريين والمدنيين المسرحين قسرًا وظهور مكونات الحراك الجنوبي لتشكل نواة وجبهة واسعة لثورة الجنوب المسلحة والسلمية التي شكلت نواةً صلبة للرفض الذي خلق من إرثه المقاومة الجنوبية في حرب 2015م التي قادتها القوى اليمنية نفسها ضد الجنوب وإن اختلفت مسميات إيديولوجيتها هذه المرة بالفكر الإيراني الذي لا يختلف عن الفكر الداعشي والافغاني الذي جاء به الغزو اليمني نفسه على الجنوب في عام 1994م.
ومن رحم المعاناة ولدت المقاومة الجنوبية التي لم تكن مجرد تشكيلات مسلحة صنعتها لحظة الحرب 2015م، بل كانت نواة صلبة تكونت من مسيرة نضال وتحولت معه إلى مشروع تحرري متكامل تزعم بتأسيس نواته الرئيس عيدروس الزبيدي في حركة (حتم) وقادها وتزعمها بطلًا وثائرًا في حرب 2015م ، وصهرها لاحقًا في غطاء وشرعية المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الأمنية والعسكرية(2017م)، والتي أصبحت حجر الأساس في مواجهة غزاة اليمن الجدد – هذه المرة بقيادة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًّا.
وبفضل صمود الجنوب شعبًا ومقاومة وجيشًا ومكونات مجتمعة على الحق الجنوبي، وبدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تم تحرير كل محافظات الجنوب، ولم تبقَ غير المعركة الحقيقية وهي إنهاء الوصاية اليمنية على الجنوب واستعادة دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة بحدود ما قبل عام 1990م.
وبعد 31 عامًا من الاحتلال اليمني على الجنوب، لا يزال الجنوب يعاني من تدمير ممنهج للاقتصاد، وانهيار العملة، وتردي الخدمات، بينما تتجاهل المنظمات الدولية والأطراف العربية مأساة شعب يُحارب من أجل أبسط حقوقه: الاعتراف بدولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة على حدود جغرافيته ما قبل عام 1990م. فهل ستبقى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ودول التحالف العربي، ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية صامتة أمام احتلال هو الأبشع في المنطقة؟

الجنوب لم يعد يحتمل الوعود الجوفاء يا رعاة الحرب! يا دول الرباعية!! ويا تحالفنا العربي الأخوي!!!، لقد حان وقت الاستحقاقات في نيل الجنوب استقلاله واستعادة دولته الجنوبية الفيدرالية، ليكون الجنوب حصنًا آمنًا للمصالح العربية والدولية في المنطقة.

التساؤل يبقى: أين العدل يا عرب، يا عالم؟. أين عدالة الشعوب في الأرض؟ والى متى تنطلق المواقف المعلنة لترى العدالة وجهها المضيء في حرية الشعوب التي لا تقبل الانكسار، ولن تقبل الجنوب إلا أن تكون عربية في حضنها العربي الأصيل.