السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 08:10 م
في مثل هذا اليوم 27 ابريل من عام 1994م، نستذكر جريمة اتخاذ المجرم علي عبد الله صالح قرار إعلان الحرب الدموية ضد أبناء شعب الجنوب، وتمكنه من احتلال واستباحة أراضي دولة الجنوب التي دخلت مع نظامه القبلي في وحدة اندماجية ماكرة.
وبعد أن ضمن المجرم عفاش بأن دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) قد تم استدراجها وتشتيت قواتها، واحكام سيطرته على شؤونها الداخلية والخارجية، سارع بعد ذلك إلى حشد قواته العسكرية والقبلية وتحالفه مع عناصر القاعدة الإرهابية (اليمنية والعربية والافغانية والدولية) واقناعهم بعد ان تم تحريضهم دينيا وسياسيا، على مقاتلة الجنوبيين واحتلال أراضيهم بالقوة.
إن ما ارتكبه نظام سلطة صنعاء في ذلك التاريخ، سيظل وصمة عار في جبين زعماء وقيادات ذلك النظام الدموي، كما ستبقى احداث تلك الجريمة شاهدة على ما اقترفه ذلك النظام وأجهزته العسكرية والقبلية، من ماسي وويلات وقتل ودمار وفتاوي تكفيرية باطلة، كانت نتائجها كارثية تمثلت في نهب وسرقة ممتلكات دولة الجنوب، بالإضافة إلى الهروب القسري لقيادة الجنوب وكوادرها السياسية والعسكرية إلى الخارج، وفرض سياسة الهيمنة والاستبداد في اقدام نظام الاحتلال اليمني، على طرد العمال والموظفين من أعمالهم، فضلا عن ممارسة أساليب التهميش والإقصاء وحرمان أكثر من 683,000 موظف جنوبي معظمهم يحملون شهادات علمية جامعية وتخصصات أكاديمية عليا في مختلف المجالات، الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والسياسية والفنية والمهنية، وتجريدهم من حقوقهم ومكتسباتهم المشروعة.
وعلى مدى أكثر من 31 عاما من عربدة ذلك النظام القبلي المتخلف، عاش أبناء شعبنا الجنوبي حياة الذل والهوان والتشرد والمعاناة، تكبدوا ازاء ذلك معاني الصبر والتحمل وعزيمة المقاومة والنضال السلمي التحرري.
وبحمد الله سبحانه وتعالى، استطاعت جماهير شعب الجنوب من استنهاض روح التحدي والمواجهة ضد جحافل جيوش البغي والغطرسة والاستكبار اليمنية، بعد ان بعث الله رسل التدخل العسكري للأشقاء في دول التحالف العربي في (عاصفة الحزم ثم الأمل) وبمساندة أبطال الحراك السلمي الجنوبي، الذي قدموا قوافل من الشهداء والجرحى، ليتم بفضل الله وبفضل قوات دول التحالف العربي، واستبسال أبناء شعبنا الجنوبي، تمكنت من تحرير معظم أراضي محافظات الجنوب، ومع ذلك ما زالت محافظة المهرة ووادي وصحراء حضرموت تحت جبروت الاحتلال اليمني.
ولكن: وعد الله ليس ببعيد, طالما وأبناء شعبنا بقيادة مجلسهم الانتقالي في حالة تأهب واستعداد لاستكمال تحرير الأراضي الجنوبية، وتطهيرها من رجس الطغاة والإرهابيين، الذين صاروا حتى اليوم يتساقطون رويدا إلى مزبلة التاريخ.