الأربعاء - 12 فبراير 2025 - الساعة 12:20 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / متابعات
قال علماء إن النواة الداخلية للأرض ربما تعرضت للتغير خلال العشرين عاماً الماضية.
ويعتقد عادة أن شكل النواة الداخلية كالكرة، لكن حوافها ربما تشوهت بمقدار 100 متر أو أكثر من حيث الارتفاع في بعض الأماكن، وفقاً للبروفيسور جون فيدال الذي قاد البحث.
وتعد نواة الأرض القلب النابض للكوكب، فهي تنتج مجالاً مغناطيسياً يحمي الحياة من الاحتراق بسبب إشعاع الشمس.
تدور النواة الداخلية بشكل مستقل عن النواة الخارجية السائلة وعن بقية الكوكب.
بدون هذه الحركة، ستموت الأرض وتصبح أشبه بالمريخ القاحل الذي فقد مجاله المغناطيسي منذ مليارات السنوات
وقد يحدث التغير في الشكل عندما تلامس حافة النواة الداخلية الصلبة النواة الخارجية المعدنية السائلة شديدة الحرارة.
نُشر البحث في المجلة العلمية (Nature Geoscience)، وكان العلماء يحاولون معرفة سبب تباطؤ هذه النواة الداخلية إلى أقل من سرعة دوران الأرض قبل أن تتسارع مرة أخرى في عام 2010.
ويعد فهم كيفية عمل نواة الأرض أمراً ضرورياً لفهم المجال المغناطيسي الذي يحمي الكوكب، وما إذا كان يمكن أن يضعف أو يتوقف.
ويُعرف باطن كوكب الأرض بأنه مكان غامض للغاية.
فالنواة تقع على بعد قرابة 4 آلاف ميل من سطح الأرض، وبالرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها العلماء، لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إليها.
نظر تحليل جديد في أنماط الموجات الزلزالية عبر الزلازل التي تكررت في نفس الموقع بين عامي 1991 و2023. وساعد ذلك في إظهار كيفية تغير النواة الداخلية بمرور الوقت.
وتوصل البروفيسور فيدال، عالم الأرض في جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى المزيد من الأدلة التي تدعم نظرية تفيد بتباطؤ النواة الداخلية للأرض خلال تلك السنوات في عام 2010.
وعثر فريق البروفيسور أيضاً على أدلة تشير إلى تغير شكل النواة الداخلية.
يبدو أن ذلك يحدث عند حدود النواتين الداخلية والخارجية، وتقترب النواة الداخلية من نقطة الانصهار.
وقد يتسبب تدفق السائل من النواة الخارجية وكذلك السحب من مجال الجاذبية غير المتكافئ في حدوث تشوه.
وقال البروفيسور هرفوي تكالتشيك من الجامعة الوطنية الأسترالية، الذي لم يشارك في البحث، إن الدراسة تقدم "مفهوماً مثيراً للاهتمام ينبغي استكشافه بشكل أكبر".
وأوضح أن ذلك قد يسمح للعلماء "بإجراء تقديرات أكثر استنارة لبعض خصائص المواد المهمة، مثل لزوجة النواة الداخلية، وهي واحدة من أقل الكميات المعروفة في العلوم الحديثة".
بمرور الوقت تتجمد النواة الخارجية السائلة لتتحول إلى النواة الداخلية الصلبة، لكن الأمر سيستغرق مليارات السنوات قبل أن يتحول إلى صلب تماماً.
من المؤكد أن هذا يعني نهاية الحياة على الأرض، لكن بحلول ذلك الوقت من المرجح أن يكون الكوكب ابتلعته الشمس.
ويعد عمل البروفيسور فيدال جزءاً من التحقيقات التي يجريها خبراء في جميع أنحاء العالم لاستكشاف ومناقشة ما يحدث في النواة.
يقول البروفيسور فيدال: "في مجال العلوم، نحاول عموماً النظر إلى الأشياء حتى نفهمها".
ويضيف: "من المرجح أن هذا الاكتشاف لن يؤثر على حياتنا اليومية قيد أنملة، لكننا نريد حقاً أن نفهم ما يحدث في وسط الأرض".
وقد تكون هذه التغيرات مرتبطة بالتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض.
كذلك، "شهد المجال المغناطيسي اهتزازات في أوقات مختلفة خلال العقود القليلة الماضية، ونود أن نعرف ما إذا كان هذا مرتبطاً بما نراه عند حدود النواة الداخلية".
وحث البروفيسور فيدال على توخي الحذر بشأن المبالغة في نتائج مرتبطة بأفكار مفادها أن النواة ستتوقف عن الدوران في أي وقت قريب.
وقال: "لسنا متأكدين مئة في المئة من أننا نفسر هذه التغيرات بشكل صحيح"، مضيفاً أن حدود المعرفة العلمية تتغير دائماً، ومثل العديد من الباحثين إن لم يكن جميعهم، فقد كان مخطئاً في الماضي.