الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تقف أمام تدهور خدمة الكهرباء وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في الجنوب.. انفوجرافيك

الكثيري يرأس اجتماعاً لقيادة السلطة المحلية والقوات العسكرية والأمنية بالعاصمة عدن.. انفوجرافيك

الهيئة السياسية تعقد اجتماعها لدوري وتؤكد دعمها لحقوق أبناء حضرموت واستقرارها.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - الساعة 06:03 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / خاص

في مبادرة توثق لتقاليد حضرمية ضاربة في الجذور، سلط ناشط اجتماعي الضوء على إحدى العادات الاجتماعية النبيلة التي تميز بها آل باغريب في حضرموت منذ مئات السنين، والمتمثلة في إنشاء وتشغيل "مقاصد السبيل" أو "الضيافات" على نفقتهم الخاصة، كمنازل خُصصت لاستقبال وإيواء وإطعام الزوار والمسافرين والغرباء والحجاج مجانًا، أبا عن جد.
وخلال زيارة ميدانية لمنطقة الريدة بمحافظة حضرموت، التقى الناشط بالعم سالم عمر باغريب، أحد أحفاد الأسرة، الذي تحدث عن استمرار هذا التقليد الكريم حتى اليوم، مشيرًا إلى وجود ثلاثة مقاصد لا تزال قائمة وتقدم خدماتها للزائرين دون مقابل، أحدها في الريدة، وآخر في مدينة المكلا، والثالث في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
وأوضح العم سالم أن هذه المقاصد لم تكن مجرد دور ضيافة عابرة، بل شكلت عبر التاريخ نقطة أمان وكرم للمسافرين، وخصوصًا الحجاج القادمين أو المغادرين من حضرموت، حيث كانت تُفتح أبوابها على مدار العام، ويوفر فيها الطعام والمأوى دون تمييز أو شروط.
وأضاف: "نحن نواصل هذا النهج الذي سار عليه أجدادنا، ونعتبره واجبًا دينيًا وأخلاقيًا تجاه ضيوف الله وعابري السبيل، ومصدرًا للفخر بأن تبقى أبوابنا مفتوحة لكل محتاج".
ويُذكر أن آل باغريب كانوا يمتلكون عدة "مقاصد سبيل" موزعة في مناطق مختلفة من حضرموت، من بينها الشحر، والغيل، ومناطق بوادي حضرموت، إلا أن معظمها أُغلق خلال سبعينيات القرن الماضي، وبعضها لم يبقَ منه سوى أطلال وشواهد تؤرخ لزمن الكرم والترحال.
وتُعد هذه العادة إحدى أبرز ملامح الضيافة الحضرمية التي اقترنت بتاريخ الترحال والتجارة والحج في المنطقة، حيث كان للحضارم دور محوري في تسهيل سبل السفر وراحة القوافل، بما يعكس منظومة اجتماعية متكاملة من التكافل والكرم.
ويأمل العديد من أبناء حضرموت في أن تسلط مثل هذه النماذج الإنسانية الضوء على قيم المجتمع الحضرمي الأصيل، وتعزز من المبادرات المجتمعية التي تعيد الاعتبار للعادات الخيّرة التي قاربت على الاندثار.